فأنت إذ لم تكن إياه صاحبه

ديوان الفرزدق

فَأَنتَ إِذ لَم تَكُن إِيّاهُ صاحِبُهُ

مَعَ الشَهيدَينِ وَالصِدّيقِ في السورِ

في غُرَفِ الجَنَّةِ العُليا الَّتي جُعِلَت

لَهُم هُناكَ بِسَعيٍ كانَ مَشكورِ

صَلّى صُهَيبٌ ثَلاثاً ثُمَّ أَنزَلَها

عَلى اِبنِ عَفّانَ مُلكاً غَيرَ مَقصورِ

وَصِيَّةً مِن أَبي حَفصٍ لِسِتَّتِهِم

كانوا أَحِبّاءَ مَهدِيٍّ وَمَأمورِ

مُهاجِرينَ رَأَوا عُثمانَ أَقرَبَهُم

إِذ بايَعوهُ لَها وَالبَيتَ وَالطورِ

فَلَن تَزالُ لَكُم وَاللَهُ أَثبَتَها

فيكُم إِلى نَفخَةِ الرَحمَنِ في الصورِ

إِنّي أَقولُ لِأَصحابي وَدونَهُمُ

مِنَ السَماوَةِ خَرقٌ خاشِعُ القورِ

سيروا وَلا تَحفِلوا إِتعابَ راحِلَةٍ

إِلى إِمامٍ بِسَيفِ اللَهِ مَنصورِ

إِنّي أَتاني كِتابٌ كُنتُ تابِعَهُ

إِلَيَّ مِنكَ وَلَم أُقبِل مَعَ العيرِ

ما حَمَلَت ناقَةٌ مِن سوقَةٍ رَجُلاً

مِثلي إِذا الريحُ لَفَّتني عَلى الكورِ

أَكرَمُ قَوماً وَأَوفى عِندَ مُضلِعَةٍ

لِمُثقَلٍ مِن دِماءِ القَومِ مَبهورِ

إِلّا قُرَيشاً فَإِنَّ اللَهَ فَضَّلَها

مَعَ النُبُوَّةِ بِالإِسلامِ وَالخيرِ

مِن آلِ حَربٍ وَفي الأَعياصِ مَنزِلُهُم

هُم وَرَّثوكَ بِناءً عالِيَ السورِ

حَربٌ وَمَروانُ جَدّاكَ اللَذا لَهُما

مِنَ الرَوابي عَظيماتُ الجَماهيرِ

تَرى وُجوهَ بَني مَروانَ تَحسِبُها

عِندَ اللِقاءِ مَشوفاتِ الدَنانيرِ

الضارِبينَ عَلى حَقٍّ إِذا ضَرَبوا

يَومَ اللِقاءِ وَلَيسوا بِالعَواويرِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الفرزدق، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات