غنيت عن الكواعب بالغلام

ديوان أبو نواس

غَنيتُ عَنِ الكَواعِبِ بِالغُلامِ

وَعَن شُربِ المُرَوَّقِ بِالمُدامِ

وَعَن سُبُلِ الرَشادِ بِطُرقِ غَيٍّ

وَعَن طَلَبِ المُحَلَّلِ بِالحَرامِ

قَطَعتُ مَقاوِدي وَخَلَعتُ عُذري

وَأَمكَنتُ الخِسارَةَ مِن لِجامي

عَشِقتُ لِشَقوَتي رَشَأً رَبيباً

رَخيمَ الدَلِّ مَجنوحَ الكَلامِ

كَأَنَّ جَبينَهُ قَمَرٌ تَلالا

عَداهُ الدَجنُ مِن خَلَلِ الفِحامِ

يَرى لِبسَ القَميصِ عَلَيهِ عَيباً

وَلِبسَ الطَيلَسانِ مِنَ الأَثامِ

يَلبَسُ دَرزَبَيروناً قَصيراً

رَقيقَ الخَصرِ مَخروطَ الكِمامِ

وَخُفّاً واسِعاً مِن تَحتِ بُردٍ

مِنَ الديباجِ مِن نَهبِ الهُمامِ

يَروحُ وَيَغتَدي لِلحَربِ قِدماً

وَيَرمي بِالبَنادِقِ وَالسِهامِ

وَيَغشى نارَها وَيَكونُ فيها

كَريمَ الفَتكِ كَرّاراً يُحامي

فَهَذا النَعتُ لا نَعتي فَتاةً

أُشَبِّهُها لِجَهلِيَ بِالغُلامِ

أَتَجعَلُ مَن تَحيضُ بِكُلِّ شَهرٍ

وَيَنبَحُ جِروُها في كُلِّ عامِ

كَمَن أَلقاهُ في سِرٍّ وَجَهرٍ

وَأَطمَعُ مِنهُ في رَدِّ السَلامِ

أُكَلِّمُهُ بِما أَهوى صَريحاً

بِلا خَوفِ المُؤَذِّنِ وَالإِمامِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو نواس، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات