عين حق إنسانها الإنسان

ديوان عبد الغني النابلسي

عين حق إنسانها الإنسانُ

وهي نار عنها سواها دخانُ

ما لها صورة سوى كل شيء

أمرها لابسٌ لنا عريان

إن بدت أفنت الجميع بوجه

مشرق زان حسنه الإحسان

وإذا ما اختفت أعارت سناها

كل شيء فلاحت الأعيان

بنت عقل أهل السوى عبدوها

ليت لو كان عندهم إذعان

يحسبون الذي يرون كمالاً

وهو لو يعقلونه نقصان

ويظنون أنهم في حصول

والذي حصلوا هو الحرمان

ينصرون الهوى على الشرع عمداً

وعليه يستحوذ الشيطان

بعدت درة الوجود عليهم

فبأصدافها لهم لَوَذان

علمهم قشرُ علمِنا ولبوبٌ

بقشورٍ عن الدواب تصان

عندهم من عقولهم حشراتٌ

ولهم من نفوسهم ثعبان

ربنا الله لا سواه وأما

ربهم فهو عسجدٌ وجمان

تعسوا أين هم وأين هوانا

هو فينا عز وفيهم هوان

فهوانا يزداد بالله طيباً

وهواهم بخبثهم يزدان

أمحلت أرضهم وغيثُ علومٍ

هو في كل أرضنا هتّان

وهي تعلو عنهم وتدنو إلينا

وهي فيهم خوف وفينا أمان

إن لله في الوجود رجالاً

كل حين بدين أحمد دانوا

أسلموا ثم آمنوا بأمور

تم فيها الإسلام والإيمان

هم على الجهل فطرة ليس يدرو

ن وما العلم غير ما فيه كانوا

هم أولوا العلم لا سواهم وفيه

لم يزالوا لما عليه تفانوا

قطعوا أنهم له بيقين

فاستراحوا وزالت الأوثان

ورموا بالسوى على الكشف منهم

في بحار الفنا فبان البيان

أمة المهيمن الحق قامت

وعلى عرشها استوى الرحمن

دخلت في غيب الغيوب فعنها

قد تولى مكانها والزمان

ذهب الجسم وانطوى الروح عنهم

ومضى الخمر واستقل الدنان

هم على حالهم به من قديم

وكذا عندهم به الأكوان

وهو أيضاً على الذي هو فيه

ما عليه بنا تغيَّرَ شان

حلة أهل ديننا لبسوها

ما بهم بدعة ولا طغيان

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغني النابلسي، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات