على قدر قد جاء في ليلة القدر

ديوان الأمير الصنعاني

على قَدَرٍ قد جاء في ليلة القدر

كتابُ حبيب طيِّبُ النشر والبِشْر

وشِعُرٌ أتاني جل قَدراً عن السِّحرِ

وزاد على نور الدراري والدُّرِّ

فلم أدر ما أوصافه غير أنني

غدوت لدى أوصافه حائر الفكر

شكا من نوىً قد طال عهداً وما وَنى

عساه نوى وصلاً ينوب عن الهجر

فرب انفصال كان للوصل وصلة

كما أن بعد العسر يسرين في الذِّكْرِ

ترقب طلوع الشمس بالوصل واللقا

فنظمك بشرى بالتباشير للفجر

وإن ظلام البعد قد آن أن يُرِي

بياض اجتماع قد شفى علة الصدر

ويخضَرُّ روض الوصل بعد دوائه

وأغصانه تختال في الحلل الخضر

فيا من إليه ينتهي الفهم والذكا

ويا فخر أهل العصر حسبك من فخر

جمعت كمالاتٍ ولُطْفِ شمائل

فأنت فريد العصر نادرة الدهر

تقضَّتْ لنا أعوام وصل كأنما

يرى عامنا في سرعة السير كالشهر

وليس لنا إلا المعارف لذةً

وهل غيرها باللّه كأس من السكر

وكنا وأنتم في اجتماع كأننا

خليطان من ماء الغمامة والخمر

وليس لنا شغل سوى العلم ليته

يدوم لنا في القبر والحشر والنشر

فواللّه ما أخشى من الموت إنما

أخاف فراق العلم والدرس والذكر

وإلا فما الدنيا وماذا نعيمها

مصائبها في كل ناحية تسري

ألست ترى فيها وتسمع كلما

كرهت وتلقى دائماً كل ذي شر

وتأتيك أحياناً بكل مغفل

جهول على أعطافه حلل الكبر

بلى إنها دار التُّقى لِمَنِ اتَّقَى

ومزرعة الأبرار للعمل البر

وتُدَّخَر الطاعات فيها لوقتها

ويا حبذا الطاعات للعبد من ذخر

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الأمير الصنعاني، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات