عفا الزرق من أطلال مية فالدحل

ديوان ذو الرمة

عَفا الزُرقُ مِن أَطلالِ مَيَّةَ فَالدَحلُ

فَأَجمادُ حَوضى حَيثُ زاحَمَها الحَبلُ

سِوى أَن تَرى سَوداءَ مِن غَيرِ خِلقَةٍ

تَخاطَأَها وَاِرتَثَّ جاراتِها النَقلُ

مِنَ الرَضَماتِ البيضِ غَيَّرَ لَونَهُ

بَناتُ فِراضِ المَرخِ وَاليابِسُ الجَزلُ

كَجَرباءَ دُسَّت بِالهَناءِ فَأُقصِيَت

بِأَرضٍ خَلاءٍ أَن تُفارِقَها الإِبلُ

كَأَنّا وَمَيّاً بَعدَ أَيّامِنا بِها

وَأَيّامِ حُزوى لَم يَكُن بَينَنا وَصلُ

وَلَم يَتَرَبَّع أَهلُ مَيٍّ وَأَهلُنا

صَرائِمَ لَم يُغرَس بِحافاتِها النَخلُ

بِها العائِذُ العَيناءُ يَمشي وَراءَها

أُصَيبِحُ أَعلى اللَونِ ذو رُمَلٍ طِفلُ

وَأَرفاضُ أُحدانٍ تَلوحُ كَأَنَّها

كَواكِبُ لا غَيمٌ عَلَيها وَلا مَحلُ

أَقامَت بِها حَتّى تَصَوَّحَ بِاللِوى

لِوى مَعقُلاتٍ في مَنابِتِها البَقلُ

وَأَرفَضَتِ الهَوجُ السَفا فَتَساقَطَت

مَرابِعُهُ الأُولى كَما يَنصُلُ النَبلُ

وَشاكَت بِهِ أَيدي الجِمالِ كَأَنَّما

يَعَضُّ بِهِ أَعلى فَراسِنِها النَملُ

فَلَيسَ لِشاوِيٍّ بِها مَتَعَرَّجٌ

إِذا اِنجَدَلَ اليَسروعُ وَاِنعَدَلَ الفَحلُ

وَأَصبَحَتِ الجَوزاءُ تَبرُقُ غَدوَةً

كَما بَرَقَ الأُمعوزُ أَو وَضَحَ الإِجلُ

فَلاةٌ يَنِزُّ الرِئمُ في حَجَراتِها

نَزيزَ خِطامِ القَوسِ يُحدى بِها النَبلُ

فَلَمّا تَقَضَّت حاجَةً مِن تَحَمُّلٍ

وَأَظهَرنَ وَاِقلَولى عَلى عودِهِ الجَحلُ

وَقَرَّبنَ لِلأَحداجِ كُلَّ اِبنِ تِسعَةٍ

تَضيقُ بِأَعلاهُ الحَوِيَّةُ وَالرَحلُ

إِلى اِبنِ أَبي العاصي هِشامٍ تَعَسَّفَت

بِنا العيسُ مِن حَيثُ اِلتَقى الغافُ وَالرَملُ

إِذا اِعتَرَضَت أَرضٌ هَواءٌ تَنَشَّطَت

بِأَبواعِها البُعدَ اليَمانِيَةُ البُزلُ

غُرَيرِيَّةٌ صُهبُ العَثانينَ يَرتَمي

بِنا النازِحُ المَوسومُ وَالنازِحُ الغُفلُ

بِلادٌ بِها أَهلونَ لَيسوا بِأَهلِها

وَأُخرى مِنَ البُلدانِ لَيسَ بِها أَهلُ

سِوى العينُ وَالآرامُ لا عِدَّ عِندَها

وَلا كَرَعٌ إِلاّ المَغاراتُ وَالرَبلُ

تَمُجُّ اللُغامَ الهَيَّبانَ كَأَنَّهُ

جَنى عُشرٍ تَنفيهِ أَشداقُها الهُدلُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ذو الرمة، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات