عظيم لعمري أن يلم عظيم

ديوان أبو العلاء المعري

عظِيمٌ لَعَمْري أنْ يُلِمّ عظيمُ

بآلِ علِيّ والأنامُ سَليمُ

ولكِنّهُمْ أهلُ الحَفائظِ والعُلى

فهُمْ لمُلِمّاتِ الزمانِ خُصومُ

فإنْ باتَ منها فيهمُ وَعْكُ عِلّةٍ

ففيها جِراحٌ منهمُ وكُلُومُ

هَنيئاً لأهلِ العَصْرِ بُرْءُ محَمّدٍ

وإنْ كانَ منهمْ جاهِلٌ وعَليمُ

ألَدُّ بِحَدّيْ سَيْفِهِ وسِنانِهِ

إذا لم يُغَلَّبْ غيرَ ذَيْنِ خَصِيمُ

لكَ اللهُ لا تَذْعَرْ وَليّاً بغَضْبةٍ

لعَلّ له عُذْراً وأنتَ تَلومُ

فلو زارَ أهلَ الخُلْدِ عتْبُكَ زوْرَةً

لأوْهَمَهُمْ أنّ الجِنانَ جَحيمُ

إذا عَصَفَتْ بالرّوْضِ أنفاسُ ناجِرٍ

فأيُّ وَميضٍ للغَمامِ أشيمُ

وهل ليَ في ظِلّ النَّعامِ تَقَيّلٌ

إذا منَعَتْ ظِلَّ الأراكِ سَمومُ

وما كنْتُ أدري أنّ مثلَكَ يشْتكي

ولم يَتَغَيّرْ للرّياحِ نَسيمُ

ولم تُطبِقِ الدنيا الفِجاجَ على الوَرَى

فيَهْلِكَ محمودٌ بها وذَميمُ

فإنْ نالَ منكَ السُّقْمُ حظّاً فطالما

رأيْتُ هِلالَ الأفْقِ وهْوَ سَقيمُ

إذا أدركَ البَيْنُ السِّماكَ ظعَنْتُمُ

وخُوضوا المَنايا والسِّماكُ مُقيمُ

فآلُ الثّرَيّا والفَراقِدِ أنْتُمُ

وإنْ شَبّهَتْكُمْ بالعِبادِ جُسومُ

فإنّ نُجومَ الأرضِ ليس بغائبٍ

سَناها وفي جَوّ السماء نُجومُ

فلَيْتَكَ للأفْلاكِ نورٌ مُخَلَّدٌ

يَزُولُ بنا صَرْفُ الرّدى وتَدومُ

يَراهُ بَنو الدهرِ الأخيرِ بِحالِهِ

كما أبصرتْهُ جُرْهُمٌ وأَمِيمُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العلاء المعري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات