عرفت بخدام البكا أجفانه

ديوان ابن نباتة المصري

عرفت بخدَّام البكا أجفانه

إن غابَ لؤلؤه أتى مرجانه

باكٍ يرى كتم الغرام وإنما

عن شانه أضحى يعير شانه

حثّ التفرُّق دمعه فتشكَّلت

أشكاله وتلوَّنت ألوانه

شوقاً كما حكم الفارق لمالكٍ

ولى ولكن عندنا نيرانه

ولربَّما منح الرضا واليوم لا

وأبيكَ مالكه ولا رضوانه

بأبي مغيث العين قدس جمالهُ

لا عين عاشقهِ ولا سلوانه

ورقيم حاشية العذار وكلّ ذي

حسنٍ بحاشية الفتى غلمانه

خطّ على الخدِّ الشريق فحبذا

ياقوت ذاك الخطّ أو ريحانه

ما مثله في الحسنِ إلاَّ خطّ ذي

نظمٍ تأنَّق في البيان بنانه

حسَّان بيت قريضه حتَّى إذا

ذكر الولاء فإنه سلمانه

نعم الفريد زهت لديَّ فنونه

في الناظمين وأزهرت أفنانه

إن قيل إنَّ سمنديار لشخصه

نسبٌ فللعرب الخلاص لسانه

مستبدع الألفاظ قد حصلت على

رجحانها وعلوّها أوزانه

قل يا محمد فيه يسمع فنُّه

قولاً يطول إلى السهى كيوانه

ها قد أجزتك طوع أمرك إن تجز

إن الرفيع تجيزه أدوانه

إن كنت سلطان القريض فإنه

لولاك لم ينفذ إذاً سلطانه

أعلام طرسك حيث سار وقصره

من بيتك المعمور أو بستانه

أمّرت في الأشعار شعرك حاكماً

متصرِّفاً في أمرها ديوانه

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن نباته المصري، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة المضيرية

”” حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ، وَمَعِي أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ رَجُلُ الفَصَاحَةِ يَدْعُوهَا فَتُجِيبُهُ، وَالبَلاغَةِ يَأَمُرُهَا فَتُطِيعُهُ، وَحَضَرْنَا مَعْهُ دَعْوَةَ بَعْضِ التُّجَّارِ، فَقُدِمَتْ…

تعليقات