عذل العذول لباب السمع ما ولجا

ديوان الأمير الصنعاني

عَذْلُ العذول لباب السمع ما ولجا

لَبَابُ سمعيَ عن عذل العذول حجا

كأنه خاف من نار الغرام وما

درى بأن لنا مما يخاف رجا

لا تنكرن على أهل الغرام ولا

تخاف إن وردوا من بحره لججا

يرون عَذْباً عذاب العشق أنهمُ

لا يطلبون لهم من ضيقه فرجا

شأن المحبين فيما نالهم عجب

فظلمة الهجر أضحت عندهم سرجا

قد سافروا في مفازات الهوى طرقا

فما يرون بها أمتاً ولا عوجا

ذق يا عذول الذي ذاقوه تَدْرِ بما

جهلته وترى مدح السُّلُوِّ هِجَا

لا تسل لا تسل عمن قد شغفت به

فما سلا حبه إلا عديم حجا

أتحسب العذل شعراً قد أتى وإلى

مسامع القلب قد وافى بغير حجا

شعر لطيف يكاد السمع يرشفه

كأنه الراح بالأرواح قد مزجا

رأيته الدر منظوماً فصرت أرى

من بعده كل منظوم غدا سبجا

إن ينكر الأدبا فضلاً خصصت به

فقد أقمت بما أهديته الحججا

فإن نظمك قد أزْرى بنظمهمِ

فكل نظم سوى ما قلته سمجا

بالفضل أنت عرفت الفضل ممتدحاً

لي فانشرحت بما أهديت مبتهجا

ومن شنانا كما قلتم فلا عجب

هل فاضل من لسان الحاسدين نجا

إن العرانين نلقاها مُحسَّدةً

في كل عصر فسل من دبَّ أو درجا

وغيرهم ما له في الناس تذكرة

كأنه ما أرى الدنيا ولا حرجا

فالحمد للّه حمداً دائماً أبداً

إذ نحن في حلق كل الحاسدين شجا

فدام لي ولهم ما بي وما بهمُ

ومات أكثرهم بالقهر معتلجا

واسلم ودم طالباً للعلم مجتهداً

تنل بذهنك في التحقيق كل رجا

لا زلت لا زلت بدراً ترتقي رُتَباً

من المعالي إليها الكلُّ ما عرجا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الأمير الصنعاني، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات