عذرا على ما جرى مني من الزلل

ديوان الأمير الصنعاني

عذراً على ما جرى مني من الزلل

إن كان يقبل عذر العبد في الخلل

وتوبة من صميم القلب خالصة

على كلام جرى كالنار مشتعل

جرى على حدة مني على عجل

وهكذا خلق الإِنسان من عجل

واثكلتاه لأقلامي وما رقمت

كأنها من رماح الدهر تشرع لي

فما جنيت على غيري بما رقمت

أناملي وبما أمليت يا أملي

لولا انقطاع كتابي عن مقامكم

لقلت عمداً رماك اللّه بالشلل

وقلت لا حملت من بعدها قلماً

كفى ولا حركت يوماً إلى عمل

ومات من عطش ذاك اليراع وما

سقى هناك بعل الحبر والنهل

وقطعت بسكاكين الدواة يدي

ولطخت بمدادي بعده حللي

وحرمة الود بل والاتحاد وما

أدلى به من وداد كان في الأزل

لما تعارفت الأرواح فيه كما

جاءت أحاديثه عن خاتم الرسل

ما كان قصدي سوى إيقاظ ذهنكم

إذ نام عن واضح ما فيه من خلل

بلى بلى كلما قلتم أصدقه

وكل بحث رقيق فهو من قبلي

فرد ما شئت من قولي ممزقة

كما تريد على التفصيل والجمل

أيهدم الودَّ ألفاظ مزخرفة

هي الزجاج وذاك الود من جبل

واللّه إنك بحر لا أساجله

وهل يساجل غب البحر بالوشل

أنا الجهول فما لي والعلوم وذا

وصفي بنص حوى القرآن فيه جلى

واللّه ما أنا في ورد ولا صدر

منها ولا ناقتي فيها ولا جملي

بلى عرفت شعاعاً لا يضيء ولا

يهدي ويردي إن لم أنج بالعمل

طاشت لجهلي أقلامي ببارقة

جنت علي فآه ليت لم أفل

وقطرة من معين البحث صافية

جاءت بسيل طغى في السهل والجبل

وبحر عتب لأمواج التجرم في

تياره وثبات الفارس البطل

وددت أني أمِّيٌّ فكم جلبت

أقلام خلى من خبط ومن خطل

فاعذر فدتك نفوس العالمين وما

تحوى الأقاليم من خيل ومن خول

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الأمير الصنعاني، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات