عجبت لمن دعا ولمن أجابا

ديوان محيي الدين بن عربي

عجبت لمن دعا ولمن أجابا

وما علم الدعاء ولا الجوابا

فلما ان تحققَّ من دعاه

وحقق ما دعاه به أنابا

ولكن بالإيابةِ عن قبولٍ

لدعوته فأخطأ ما أصابا

وأما العارفون به فقاموا

عن الكشف الذي يهدي الصوابا

وقرر شرعّه تقرير حبر

وأنزله على شخص كتابا

وفازَ المؤمنون به ونالوا

من الله السعادةَ والثوابا

ونالَ المذنبون كثيرَ عفوٍ

وفي الدنيا فما أمنوا العقابا

إقامة حدِّه المشروعِ فيهم

يقامُ به وقد قبلَ المتابا

ولا ينجيه منه قبولُ توبٍ

إذا علم الإمامُ وقد أنابا

وبدينه الإمام ويصطفيه

ويوليه العقوبةَ والعقابا

وما حكمُ القيامة فيه هذا

وإنْ وفاه خالقه الحسابا

يراه الأشعريُّ بغير حدٍّ

ويثبتُ منكروه له الحجابا

ومن شهدَ الأمور بلا غطاء

تراه وما تراه إذا يحابى

ويشهده العليم بكلِّ وجه

ويعلم أنه إنْ خابَ خابا

ولولا كونُه ما كان كون

وبالإتيان أشهدنا السحابا

أتاك بها الحكمُ الفصلِ فينا

ويفتح ظُله فيه وبابا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان محيي الدين بن عربي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

السّعادةُ والشّقاءُ

يختلفُ مفهومُ السّعادةِ والشّقاءِ باختلافِ المجالِ الفكريِّ والآراءِ والتَّوجُّهاتِ، فنجدُ مفاهيمَ عديدةً تختلفُ بينَ اللُّغةِ والفلسفةِ وعلمِ النَّفسِ والاجتماعِ والدّينِ وغيرِها من مجالاتِ الفكرِ والمعرفةِ…

تعليقات