عبيط ضوائن نحير جزر

ديوان أبو العلاء المعري

عَبيطُ ضَوائِنٍ نَحيرُ جُزرِ

عَلى مَن أَيُّها الإِنسانُ تَزري

قَدِ اِحتالَت عَلى السَفَهِ البَرايا

بِما اِتَّخَذَتهُ مِن راحٍ وَمِزرِ

أَخَفتَ عَلى المَآثِمِ ضَعفَ أَيدٍ

وَرُمتَ بِشُربِ ذَلِكَ شَدَّ أَزرِ

حَياةٌ مُرَّةٌ وَرَداً ذُعافٌ

كَأَنّا مِنهُ في مَدٍّ وَجَزرِ

فَما صُنعي تُمِرُّ يَدايَ شَزَراً

وَتَنقِضُ مِرَّةُ الأَيّامِ شَزري

هَلِ الأُمَراءُ إِلّا في خَسارٍ

أَوِ الوُزَراءُ إِلّا أَهلُ وِزرِ

لِكُلٍّ شيمَةٌ وَإِلى التَغاضي

أُجيءَ الكُلُّ مِن خوصٍ وَخُزرِ

تَخَيَّرَتِ اللِباسَ بَناتُ سامٍ

وَنُسوَةُ حامَ لَم تُستَر بِإِزرِ

بِوِدّي أَن تَهُبُّ مِنَ المَنايا

فَتَعلَمَ أَنَّني لَم يَشوِ حَزري

وُلاةُ العالَمينَ ذِئابٌ خَتلٍ

تَكونُ مِنَ الشَقاءِ رَعاةَ فِزرِ

وَما سَمَحَت لِيَعرُبِها اللَيالي

وَحَيِّ نِزارِها إِلّا بَنزَرِ

فَإِن بَخُلَت عَلَيكَ نُجومُ صِدقٍ

فَقَد مَطَرَتكَ أَنواءٌ بِغُزرِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العلاء المعري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

السّعادةُ والشّقاءُ

يختلفُ مفهومُ السّعادةِ والشّقاءِ باختلافِ المجالِ الفكريِّ والآراءِ والتَّوجُّهاتِ، فنجدُ مفاهيمَ عديدةً تختلفُ بينَ اللُّغةِ والفلسفةِ وعلمِ النَّفسِ والاجتماعِ والدّينِ وغيرِها من مجالاتِ الفكرِ والمعرفةِ…

القوّةُ والضَّعفُ

الحياةُ بحرٌ هائجٌ من صراعِ الأضدادِ، والبحرُ حياةٌ تغصُّ بصراعِ النَّقائضِ، والنَّفسُ الإنسانيَّةُ حلبةٌ للصِّراعِ بينَ تلكَ المتناقضاتِ، والكونُ بكلِّ جزئيَّاتِه وكلِّيّاتِه قائمٌ على ذلكَ…

تعليقات