عبيدة أطلقي عني صفادي

ديوان بشار بن برد

عُبَيدَةُ أَطلِقي عَنّي صِفادي

وَلا تَعدي عَلَيَّ مَعَ الأَعادي

وَمَن يَكُ في الهَوى جَلداً فَإِنّي

رَقيقُ القَلبِ لَستُ مِنَ الجِلادِ

كَأَنّي مِن هَواكِ أَخو فِراشٍ

يَفوقُ بِنَفسِهِ قَلِقُ الوِسادِ

سَقاهُ البابِلِيُّ بِراحَتَيهِ

سِجالَ المَوتِ في عُقَدِ الوِدادِ

وَغامِطَةٍ لِفَقدِكَ في التَداني

تُسائِلُ كَيفَ أَنتَ عَلى البِعادِ

فَقُلتُ بِفَقدِها حارَبتُ نَومي

وَحارَبتُ التَيَقُّظَ بِاِفتِقادي

تَنامُ وَلا أَنامُ كَأَنَّ عَيني

لِمُقلَةِ عَينِها وَهَبَت رُقادي

فَنامَت عَينُها وَجَنَت لِعَيني

بِما وَهَبَت لَها شَوكَ القَتادِ

فَكوني حُرَّةً في حِفظِ عَيني

هَداكَ لِقِبلَةِ المَعروفِ هادِ

لَعَلَّكِ تَسمَعينَ غَداً مَقالي

بِحَيثُ صَبا الفُؤادُ إِلى سُعادِ

أَقولُ لِمُثبَتٍ وَبِهِ حَراكٌ

يَهِمُّ وَلا يُسَمَّحُ بِاِنقِيادِ

أَبَعدَ عُبَيدَةَ الحَوراءِ تَصبو

إِلى أُنثى فَقَدتُكَ مِن فُؤادِ

فَراجَعَ بِاِسمِها طَرِباً إِلَيها

وَكانَت زَلَّةً غَيرَ اِعتِمادِ

وَما إِن تَطرَبينَ إِلى المُنادي

بِعَبدَةَ فَاِستَطَرتُ إِلى المُنادي

بِأَوَّلِ مُمسِكٍ بِذِنابِ غَيٍّي

عَداني الغَيُّ عَن سُبُلِ الرَشادِ

خَليلَيَّ اِتِّئادُكُما بِعُذرٍ

وَلَومُكُما أَخاً غَيرُ اِتِّئادِ

دَعا لَومَ المُحِبِّ إِذا تَمادى

فَما لَومُ المُحِبِّ مِنَ السَدادِ

لَعَلَّكُما عَلى اللَوماءِ فيها

تَحُثُّكُما الطَماعَةُ بِاِرتِدادِ

فَلَستُ بِراجِعٍ ما حَنَّ إِلفٌ

وَما هَتَفَ الحَمامُ بِبَطنِ وادِ

وَأُقسِمُ فَاِقصِدا أَو عَذِّباني

بِطولِ مَلامَةٍ غَيرَ اِقتِصادِ

لَوَ اَنَّ الغانِياتِ مَلَكنَ قَلبي

لَكانَ مَحَلُّ عَبدَةَ في السَوادِ

كَأَنّي يَومَ شَيَّعَني صِحابي

فَرُحتُ وَلَم أُنِخ مِنها بِوادي

أَسيرٌ مُسلَمٌ بِدِماءِ قَومٍ

إِلى ذي غُلَّةٍ حَرّانَ صادي

تَواكَلَها الأَباعِدُ في يَدَيهِ

وَلَيسَ لَهُ مِنَ الأَدنَينَ فادي

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان بشار بن برد، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات