عاد الهوى بظباء مك

ديوان الشريف الرضي

عادَ الهَوى بِظِباءِ مَك


كَةَ لِلقُلوبِ كَما بَداها


وَخَبَت عَليكَ مِنىً تَبا


ريحَ الغَرامِ وَما زَهاها


طَرَباً عَلى طَرَبٍ بِها


يا دينَ قَلبِكَ مِن جَواها


إِنّي عَلِقتُ عَلى مِنىً


لَمياءَ يَقتُلُني لَماها


راحَت مَعَ الغِزلانِ قَد


لَعِبَت بِقَلبي ما كَفاها


تَبغي الثَوابَ فَمُهجَتي


هَذي القَريحَةُ مَن رَماها


تَزهو عَلى تِلكَ الظِبا


ءِ فَلَيتَ شِعري مَن أَباها


وَقَفَ الهَوى بي عِندَها


وَسَرَت بِقَلبي مُقلَتاها


بَرَدَت عَلَيَّ كَأَنَّما


طَلُّ الغَمامَةِ عارِضاها


شَمسٌ أُقَبِّلُ جيدَها


يَومَ النَوى وَأُجِلُّ فاها


وَأَذودُ قَلباً ظامِئاً


لَو قيلَ وِردُكَ ما عَداها


وَلَوِ اِستَطاعَ لَقَد جَرى


مَجرى الوِشاحِ عَلى حَشاها


يا يَومَ مُفتَرَقِ الرِفا


قِ تُرى تَعودُ لِمُلتَقاها


قالَت سَيَطرُقُكَ الخَيا


لُ مِنَ العَقيقِ عَلى نَواها


فَعِدي بِطَيفِكِ مُقلَةً


إِن غِبتِ تَطمُعُ في كَراها


إِنّي شَرِبتُ مِنَ الهَوى


حَمراءَ صَرَّفَ ساقِياها


يا سَرحَةً بِالقاعِ لَم


يُبلَل بِغَيرِ دَمي ثَراها


مَمنوعَةً لا ظِلُّها


يَدنو إِلَيَّ وَلا جَناها


أَكَذا تَذوبُ عَلَيكُمُ


نَفسي وَما بَلَغَت مُناها


جَسَدٌ يُقَلَّبُ لِلضَنى


بِيَدَي طُبَيَّبَةٍ سِواها


أَينَ الوُجوهُ أُحِبُّها


وَأَوَدُّ لَو أَنّي فِداها


أُمسي لَها مُتَفَقِّداً


في العائِدينَ وَلا أَراها


واهاً وَلَولا أَن يَلو


مَ اللائِمونَ لَقُلتُ آها

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف الرضي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة المضيرية

”” حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ، وَمَعِي أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ رَجُلُ الفَصَاحَةِ يَدْعُوهَا فَتُجِيبُهُ، وَالبَلاغَةِ يَأَمُرُهَا فَتُطِيعُهُ، وَحَضَرْنَا مَعْهُ دَعْوَةَ بَعْضِ التُّجَّارِ، فَقُدِمَتْ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات