عاد الغداة الصب عيد

ديوان بشار بن برد

عادَ الغَداةَ الصَبَّ عيدُ

فَالقَلبُ مَتبولٌ عَميدُ

مِن حُبِّ ظَبيٍ صادَهُ

يا مَن رَأى ظَبياً يَصيدُ

أَنِسٌ أَلوفٌ لِلحِجا

لِ وَدونَهُ قَصرٌ مَشيدُ

مِن حَولِهِ حُرّاسُهُ

وَبِبابِهِ أَسَدٌ مَريدُ

وَالظَبيُ مَسكَنُهُ الفَلا

ةُ مُطَرَّدٌ فيها شَريدُ

ما إِن تَزالُ تُظِلُّهُ ال

أَمطارُ فيها وَالجَليدُ

وَالظَبيُ تَصرَعُهُ الحَبا

إِلُ وَهوَ عَن شَرَكٍ يَحيدُ

وَيَطيشُ نَبلي إِن رَمَي

تُ وَإِن رَمى فَهوَ المُجيدُ

فَأَصابَ لَمّا أَن رَمى

قَلبي لَهُ سَهمٌ سَديدُ

إِذ مَرَّ يَختَلِسُ النُفو

سَ وَخَلفَهُ تُزجيهِ غيدُ

يَمشي الهُوَينا كَالنَزي

فِ لِبُهرِهِ وَهوَ الحَميدُ

وَعَلى التَرائِبِ دُرَّةٌ

فيها الزَبَرجَدُ وَالفَريدُ

وَنَقارِسٌ قَد زانَها

حَلَقٌ غَدائِرُها تَصيدُ

وَأَغَنَّ يَحفِلُ عُصفُراً

وَكَأَنَّهُ جَمرٌ وَقودُ

وَالقُرطُ في مَهلوكَةٍ

مَجراهُ مِن جَبَلٍ بَعيدُ

خَصرٌ لَطيفٌ كَشحُهُ

مَجرى الوِشاحِ لَها خَضيدُ

تِلكَ الَّتي لَذَّ الشَبا

بُ بِها وَطاوَعَني القَصيدُ

تِلكَ الَّتي حُبٌّ لَها

في القَلبِ باقٍ لا يَبيدُ

مَن كانَ أَفنى وُدَّهُ

دَهرٌ فَوُدُّكُمُ يَزيدُ

أَو كانَ غَيَّرَهُ الزَما

نُ فَحُبُّكُم غَضٌّ جَديدُ

أَو كانَ جَلداً في الهَوى

فَأَنا الضَعيفُ لَهُ البَليدُ

يَوماً إِذا لاقَيتُكُم

وَلَدى الهِجانِ أَنا التَليدُ

لا أَستَطيعُ جَوابَكُم

وَلِغَيرِكُم قَولي عَتيدُ

فَأَشَدُّ حُبِّ حُبُّكُم

وَالحُبُّ أَهوَنُهُ شَديدُ

فَلَئِن ظَفِرتُ بِخَلوَةٍ

مِن حِبَّتي فَأَنا السَعيدُ

أَو مُتُّ مِن حُبّي لَها

فَأَنا القَتيلُ بِهِ الشَهيدُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان بشار بن برد، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات