طيف تأوب من سعدى فحياني

ديوان البحتري

طَيفٌ تَأَوَّبَ مِن سُعدى فَحَيّاني

أَهواهُ وَهوَ بُعَيدَ النَومِ يَهواني

فَيا لَها زَورَةً يُشفى الغَليلُ بِها

لَو أَنَّها جُلِبَت يَقظى لِيَقظانِ

مَهزوزَةٌ إِن مَشَت لَم تُلفَ هِزَّتُها

لِلخَيزُرانِ وَلَم توجَد مَعَ البانِ

يُدني الكَرى شَخصَها مِنّي وَيوقِظُني

وَجدٌ فَيُبعِدُ مِنّي طَيفَها الداني

حَلَفتُ بِالقُربِ بَعدَ البُعدِ مِن سَكَنٍ

وَبِالوِصالِ أَتى في إِثرِ هِجرانِ

أَنَّ اِبنَ مِصقَلَةَ البَكرِيَّ دافَعَ لي

عَن نِعمَتي وَكفاني العُظمَ مِن شاني

مُهَذَّبٌ لَم يَزَل يَسمو إِلى كَرَمٍ

مُجَدَّدٍ لَيسَ يُبليهِ الجَديدانِ

خِرقٌ مَتى خِفتُ مِن دَهرٍ تَصَرُّفُهُ

كانَ المُجيرَ عَلَيهِ دونَ إِخواني

أَغَرُّ كَالقَمَرِ المَسعودِ طَلعَتُهُ

إِذا تَبَلَّجَ عَن طولٍ وَإِحسانِ

يَندى حَياءٍ وَتَندى كَفُّهُ كَرَماً

كَاللَيثِ تَخلِجُهُ في الجَوِّ ريحانِ

إِسلَم أَبا الصَقرِ لِلمَعروفِ تَصنَعُهُ

وَالمَجدِ تَبنيهِ في ذُهلِ بنِ شَيبانِ

قَد أَلقَتِ الغَرَبُ الآمالَ راغِبَةً

إِلَيكَ مِن مُجتَدٍ جَدوى وَمِن جانِ

فَالنَيلُ لِلمُعتَفي يَلقَونَهُ أَبَداً

لَدَيكَ مُقتَبَلاً وَالفَكُّ لِلعاني

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان البحتري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات