طلا سألت بجو ثهمد

ديوان البحتري

طَلّا سَأَلتَ بِجَوِّ ثَهمَد

طَلَلاً لِمَيَّةَ قَد تَأَبَّد

دَرَسَت عِهادُ الغَيثِ مِن

هُ فَحالَ عَمّا كُنتَ تَعهَد

وَلَقَد يُساعِفُ ذا الهَوى

بِأَوانِسٍ كَالوَحشِ خُرَّد

يُلقِنَ أَشجانَ الصَبا

بَةِ في قُلوبِ ذَوي التَجَلُّد

مِن كُلِّ أَهيَفَ مُرهَفٍ

أَو أَجيَدِ الليتَينِ أَغيَد

غُصنٌ يَشُفُّكَ إِن تَعَط

طَفَ لِلتَثَنّي أَو تَأَوَّد

بِتَصَرُّفِ التَرفِ العَلي

لِ وَحُمرَةِ الخَدِّ المُوَرَّد

قَد قُلتُ لِلرَكبِ العُفا

ةِ يَجورُ هاديهِم وَيَقصِد

ما لِلمَحامِدِ مُبتَغٍ

إِلّا الأَغَرُّ أَبو مُحَمَّد

وَإِذا المَحاسِنُ أَعرَضَت

فَنِظامُها الحَسَنُ بنُ مَخلَد

ما شِئتَ مِن طَولٍ وَإِحسا

نٍ وَمِن كَرَمٍ وَسُؤدُد

ذاكَ المُرَجّى وَالمُؤَم

مَلُ وَالمُبَجَّلُ وَالمُحَسَّد

وَأَخو التَكَرُّمِ وَالتَفَض

ضُلِ وَالتَحَلُّمِ وَالتَحَمُّد

مَن لا يُعاتَبُ في الوَفا

ءِ وَلا يُلامُ وَلا يُفَنَّد

نَصَحَ الخَلائِفَ جامِعاً

لِقَرائِنِ الشَملِ المُبَدَّد

وَأَقامَ مِن صَعَرِ الأُمو

رِ وَقَد أَبَت إِلّا التَأَوُّد

بِأَصالَةِ الرَأيِ الزَني

قِ وَصِحَّةِ العَزمِ المُجَرَّد

فَلِكُلِّ أَمرٍ حادِثٍ

ضَربٌ مِنَ التَدبيرِ أَوحَد

لا يُعمِلُ القَولَ المُكَرَّ

رَ فيهِ وَالرَأيَ المُرَدَّد

ظَنٌ يُصيبُ بِهِ الغُيو

بَ إِذا تَوَخّى أَو تَعَمَّد

مِثلُ الحُسامِ إِذا تَأَل

لَقَ وَالشِهابِ إِذا تَوَقَّد

وَلِيَ السِياسَةَ واسِطاً

بَينَ التَسَهُّلِ وَالتَشَدُّد

غَيرُ المُغَمَّرِ في النَدِي

يِ وَلا الخَلِيِّ إِذا تَفَرَّد

كَالسَيفِ يَقطَعُ وَهوَ مَس

لولٌ وَيُرهَبُ وَهوَ مُغمَد

تَمَّت لَكَ النُعمى وَدا

مَ لَكَ التَعَلّي وَالتَزَيُّد

فَلَأَنتَ أَصدَقُ مِن شَآ

بيبِ الغَمامِ نَدىً وَأَجوَد

تَعقيدُ أَحمَدَ ضَرَّني

وَإِذا أَمَرتَ أَطاعَ أَحمَد

لا أُحرَمَن تَعجيلَ ما

قَدَّمتَ مِن رَأيٍ وَمَوعِد

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان البحتري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات