صرف المدام به السرور مخصص

ديوان صفي الدين الحلي

صَرفُ المُدامِ بِهِ السُرورُ مُخَصَّصُ

وَبِهِ الهُمومُ عَنِ القُلوبِ تُمَحَّصُ

صَرِّف بِها عَنكَ الهُمومَ لِتَغتَدي

فِرقاً إِذا تُملا الكُؤوسُ النُقَّصُ

صَهباءُ قَد راضَ المَزاجُ مِزاجَها

فَغَدَت تُقَهقِهُ وَالفَواقِعُ تَرقُصُ

صاغَ المِزاجُ لَها فَواقِعَ فِضَّةٍ

مِثلَ اللَآلي وَهيَ تِبرٌ مُخلَصُ

صَدَّ التُقى قَوماً فَأَبدَوا زُهدَهُم

فيها وَماذا ضَرَّهُم لَو رَخَّصوا

صاموا وَفِطرُهُمُ عَلى مَفسودِها

جَهلٌ فَهَلّا اِستُخلِصوا ما اِستَخلَصوا

صَفَتِ المَدامَةُ وَالسُقاةُ فَتارَةً

تُزَجى الكُؤوسُ وَتارَةً تَتَرَبَّصُ

صَعُبَت فَحَكَّمنا السُقاةَ بِمَزجِها

فَغَدا يَزيدُ بِها المِزاجُ وَيَنقُصُ

صَبَغَت خُدودَ سُقاتِها مِن نورِها

شَفَقاً بِهِ تُجلى العُيونُ الشُخَّصُ

صَدَقَ الَّذي قَد قالَ عَن شَمسِ الضُحى

إِنَّ البُدورَ بِنورِها تَتَقَمَّصُ

صَفراءُ مِن وَقعِ المِزاجِ صَقيلَةٌ

يَسعى بِها سَبطُ البَنانِ مُخَرَّصُ

صَنَمٌ أَضَلَّ العاشِقينَ فَمَعشَرٌ

قَد زُوِّدوا فيها وَقَومٌ نُقِّصوا

صادَ القُلوبَ بِمُقلَتَيهِ وَلَم أَخَل

أَنَّ الجَآذِرَ لِلقَساوِرِ تَقنِصُ

صَبَغَ الأَنامِلَ مِن دِمايَ وَما دَرى

أَنَّ اِبنَ أُرتُقَ عَن دَمي يَتَفَحَّصُ

صُبحٌ جَلا لَيلَ الخُطوبِ بِنورِهِ

نَجمٌ إِلَيهِ كُلُّ طَرفٍ يَشخَصُ

صَعبُ العَريكَةِ سَهلَةٌ أَخلاقُهُ

قَومٌ بِهِ سَعِدوا وَقَومٌ نُغِّصوا

صابَت يَداهُ فَلا السَماحُ بِرَبعِهِ

وانٍ وَلا ظِلُّ الأَمانِ يَقلِصُ

صَدَرَت مَناقِبُهُ الحِسانُ فَأَصبَحَت

تُغري الأَنامَ بِمَدحِهِ وَتُحَرِّصُ

صَعِدَت مَراتِبُ مَجدِهِ فَكَأَنَّما

تَعلو لَهُ فَوقَ المَجَرَّةِ أَخمَصُ

صاحَبتَ نَجمَ الدينِ دَهرَكَ صائِلاً

بِعَزيمَةٍ مِن كَيدِهِ لا تَنكُصُ

صَقَلَت تَجاريبُ الأُمورِ مُتونَها

كَالسَيفِ يُصلِحُهُ الصِقالُ وَيُخلِصُ

صَرَمَت شِمالُ المُسلِمينَ بِصارِمٍ

غالٍ بِهِ مُهَجُ القُلوبِ تُرَخَّصُ

صافي الحَديدَةِ في مَضارِبِهِ الرَدى

بادٍ وَشَكلُ المَوتِ فيهِ مُشخَصُ

صادَمتَهُم في نَقعِ لَيلٍ حالِكٍ

طَرفُ المَنِيَّةِ في دُجاهُ أَخوَصُ

صُفَّت صِفاحُ الهِندِ حَولَ أَديمِهِ

فَكَأَنَّهُ بِالبيضِ عَبدٌ أَبرَصُ

صَكَّت ظُباكَ رُؤوسَهُم وَجُسومَهُم

فَالهامُ تُنثَرُ وَالضُلوعِ تُقَصَّصُ

صَرفُ الفَضاءِ يا اِبنَ أُرتُقَ خادِمٌ

لِعُلُوِّكُم وَالدَهرُ داعٍ مُخلِصُ

صَوَّبتُ نَحوَكُمُ عِنانَ مَدايِحي

فَمُدَفَّقٌ مِن نَظمِها وَمُلَخَّصُ

صَحَّت مَعانيها وَشُرِّفَ لَفظُها

بِكُم وَطابَ خِتامُها وَالمُخلَصُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان صفي الدين الحلي، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات