شهدت لقد لبست أبا سعيد

ديوان أبو تمام

شَهِدتُ لَقَد لَبِستَ أَبا سَعيدٍ

مَكارِمَ تَبهَرُ الشَرَفَ الطُوالا

إِذا حَرَّ الزَمانُ جَرَت أَيادي

نَداهُ فَغَشَّتِ الدُنيا ظِلالا

وَإِن نَفسُ اِمرِئٍ دَقَّت رَأَينا

بِعَرصَةِ جودِهِ كَرَماً جُلالا

وَقاكَ الخَطبَ قَومٌ لَم يَمُدّوا

يَميناً لِلفَعالِ وَلا شِمالا

أَحينَ رَفَعتَ مِن نَظَري وَعادَت

حُوَيلي في ذَراكَ الرَحبِ حالا

وَحَفَّت بي العَشائِرُ وَالأَقاصي

عِيالاً لي وَكُنتُ لَهُم عِيالا

فَقَد أَصبَحتُ أَكثَرَهُم عَطاءً

وَقَبلَكَ كُنتُ أَكثَرَهُم سُؤالا

إِذا شَفَعوا إِلَيَّ فَلا خُدوداً

يَقونَ مِنَ الهَوانِ وَلا نِعالا

أُتَعتِعُ في الحَوائِجِ إِن خِفافاً

غَدَوتُ بِها عَلَيكَ وَإِن ثِقالا

إِذا ما الحاجَةُ اِنبَعَثَت يَداها

جَعَلتَ المَنعَ مِنكَ لَها عِقالا

فَأَينَ قَصائِدٌ لي فيكَ تَأبى

وَتَأنَفُ أَن أُهانَ وَأَن أُذالا

مِنَ السِحرِ الحَلالِ لِمُجتَنيهِ

وَلَم أَرَ قَبلَها سِحراً حَلالا

فَلا يَكدُر غَديرُكَ لي فَإِنّي

أَمُدُّ إِلَيكَ آمالاً طِوالا

وَفِر جاهي عَلَيكَ فَإِنَّ جاهاً

إِذا ما غَبَّ يَوماً صارَ مالا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو تمام، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

أكذا المنون تقنطر الأبطالا

أَكَذا المَنونُ تُقَنطِرُ الأَبطالا أَكَذا الزَمانُ يُضَعضِعُ الأَجيالا أَكَذا تُصابُ الأُسدُ وَهيَ مُذِلَّةٌ تَحمي الشُبولَ وَتَمنَعُ الأَغيالا أَكَذا تُقامُ عَنِ الفَرائِسِ بَعدَما مَلَأَت هَماهِمُها الوَرى…

تعليقات