شقيت منك بالعلاء الأعادي

ديوان الشريف الرضي

شَقِيَت مِنكَ بِالعَلاءِ الأَعادي


وَالمَعالي ضَرائِرُ الحُسّادِ


وَاِستَقادَ الزَمانُ بَعدَ التَداني


مِن رِجالٍ تَفاءَلوا بِالبِعادِ


وَرَعَيتَ الإِيابَ غَضاً جَديداً


وَتَبَدَّلتَ مُطمَحاً بِالقِيادِ


وَإِذا ما الشَجاعُ شَمَّرَ بُردَي


هِ فَلِلَّهِ أَيُّ يَومِ جِلادِ


أَمرَعَت أَرضُنا بِكُلِّ مَكانٍ


وَاِستَجابَت لَنا بُروقُ الغَوادي


وَحَبانا بِوَبلِهِ كُلُّ أُفقٍ


وَأَتانا بِسَيلِهِ كُلُّ وادِ


أَتُرى آنَ لِلمُنى أَن تُقاضي


حاجَةٍ طالَ مَطلُها في الفُؤادِ


بَينَ هَمٍّ تَحتَ المَناسِمِ مَطرو


حٍ وَعَزمٍ عَلى ظُهورِ الجِيادِ


وَمَهارٍ يَكُدُّها كُلَّ يَومٍ


طَرَدٌ أَو قَوارِحُ في الطَرادِ


مِن قُلوبٍ لَها التَقَلُّبُ في العَز


مِ وَأَيدٍ طَليقَةٍ بِالأَيادي


ما يُبالي الهُمامُ أَينَ تَرَقّى


وَخَباءُ العُلى أَمينُ العِمادِ


يا حَياةً يَشجى بِها كُلُّ حَيٍّ


وَالتَوالي شَجِيَّةٌ بِالهَوادي


إِن سَما بِالنِفاقِ غَيرُكَ فَالأَو


عالُ مَلوِيَّةٌ عَلى الأَطوادِ


أَو تَعاطى مَداكَ فَالمَرءُ مَسبو


قٌ إِذا كَفَّ مِن عِنانِ الجَوادِ


حَرَّكَت عَزمَةَ المَعالي وَلَكِن


يُحدِثُ السَيلُ خِفَّةً في الجَمادِ


كَيفَ يَستَعمِلُ السَماحَ وَبَذلَ ال


مالِ غَيرُ المُعَلِّمِ المُستَفادِ


نَحنُ في عُصبَةٍ تَرى الجَورَ عَدلاً


وَتُسَمّي الضَلالَ دارَ رَشادِ


في رِجالٍ تَهزا بِوَفدِ المَعالي


وَدِيارٍ تَسطو عَلى الوُرّادِ


إِنَّما أَنتَ نِعمَةُ اللَهِ في الأَر


ضِ إِذا كانَ نِقمَةً لِلعِبادِ


لَكَ طَبعٌ تَعَرَّفَتهُ اللَيالي


وَاِمتَرى فيهِ كُلُّ قارٍ وَبادي


جاعِلٌ قَسوَةَ الوَعيدِ عَلى الأَي


يامِ عَبداً لِرِقَّةِ الميعادِ


أَيَكونُ البَخيلُ غَيرَ بَخيلٍ


أَم يَكونُ الجَوادُ غَيرَ جَوادِ


لَأَجارَ الزَمانُ مِن كُلِّ بُؤسٍ


ظاهِرَ الجَدِّ طاهِرَ الأَجدادِ


فَرِحاتٌ بِهِ العُيونُ كَما تَف


رَحُ بِالعُشبِ أَعيُنُ الرُوّادِ


واضِحُ العَزمِ مُتلَئِبُّ المَطايا


مُستَطيبُ الإِتهامِ وَالإِنجادِ


أَخَذَت كَفُّهُ بِصَخرَةِ عَزمٍ


دَوَّخَت بِالطِلابِ هامَ البِلادِ


وَجَبانٍ لَوَيتَ عَنهُ فَأَمسى


وَجِلَ العَينِ مِن قِراعِ الرُقادِ


مُستَطيراً كَأَنَّ هُدّابَ جَفنَي


هِ عَلى الناظِرَينِ شَوكُ القَتادِ


لا أَقالَ الإِلَهُ مَن خانَكَ العَه


دَ وَجازاكَ بَغضَةً بِالوَدادِ


ظَنَّ بِالعَجزِ أَنَّ حَبسَكَ ذُلٌّ


وَالمَواضي تُصانُ بِالإِغمادِ


قَصَّرَ الدَهرُ مِن ذُراهُ وَقَد كا


نَ بِتِلكَ الظُبى طَويلَ النِجادِ


وَأَذَلَّ الزَمانُ بَعدَكَ عِطفَي


هِ وَقَد كانَ مِن أَعَزِّ العِبادِ


كُنتَ لَيثاً وَكانَ ذِئباً وَلَكِن


لا تَلَذُّ الأَشكالُ بِالأَضدادِ


وَتَمادى بِما جَناهُ عَلى الأَي


يامِ حَتّى جَنى عَلَيهِ التَمادي


سَمَحَت كَفُّهُ بِهِ لِلمَنايا


بَعدَ أَن لَم يَكُن مِنَ الأَجوادِ


ظَنَّ أَنَّ المَدى يَطولُ وَفي الآ


مالِ ما لا يُعانُ بِالإِجدادِ


كُلُّ حَيٍّ يُغالِطُ العَيشَ بِالدَه


رِ وَكُلٌّ تَعدو عَلَيهِ العَوادي


لَو رَجَعنا إِلى العُقولِ يَقيناً


لَرَأَينا المَماتَ في الميلادِ


كَيفَ لا يَطلُبُ الحِمامَ عَليلٌ


حَكَّمَ الدَهرُ فيهِ رَأيَ المَعادِ


لَو أُجيزَت لَهُ العِيادَةُ يَوماً


لَقَضى مِن فَظاظَةِ العُوّادِ


أَو تَصَدّى لَمَجمَعٍ جَرَحَتهُ


أَلسُنُ القَومِ بِالعُيونِ الحِدادِ


هَكَذا تُدرِكُ النُفوسُ مِنَ الأَع


داءِ بَردَ القُلوبِ وَالأَكبادِ


كُلُّ حَبسٍ يَهونُ عِندَ اللَيالي


بَعدَ حَبسِ الأَرواحِ في الأَجسادِ


وَتَدارَكتَ ما تَمَنّيتَ وَالأَح


شاءُ مَزرورَةٌ عَلى الأَحقادِ


نِلتَ بَعضاً وَسَوفَ تُدرِكُ كُلّاً


إِنَّما السَيلُ بَعدَ قَطرِ العِهادِ


مِثلَ ما مَرَّ لا تُعيدُ اللَيالي


وَالحَديثُ السَفيهُ غَيرُ مُعادِ


رُبَّ يُومٍ شَهِدتُهُ وَالمَنايا


تَطرَحُ الطَعنَ مِن رُؤوسِ الصِعادِ


وَالظُبى تَقذِفُ الغُمودَ وَماءُ ال


نَقعِ جارٍ عَلى الرُبى وَالوِهادِ


خَلَّقَ الخَيلَ بِالنَجيعِ وَكانَت


غُرَرُ الخَيلِ مَعقِلاً لِلجِسادِ


يا قَريعَ الزَمانِ دِعوَةَ صَبٍّ


بِالأَماني مُتَيَّمٍ بِالمُرادِ


لَكَ إِن ذُمَّتِ المَحاضِرُ يَوماً


عُنفُوانُ الثَناءِ في كُلِّ نادِ


نَظَرَ العيدُ مِنكَ بَدراً تَخَفّى


بُرهَةً عَن نَواظِرِ الأَعيادِ


فَتَهَنَّ السُرورَ فَاليَومَ مَصقو


لُ الحَواشي مُجَرَّرُ الأَبرادِ


مِن مَرامِ بِعادُهُ لِتَدانٍ


وَمُرادٍ نُقصانُهُ لَاِزدِيادِ


لَو قَدَرنا عَلى المُنى لَفَدَينا


ذي الأَضاحي مِنَ الظُبى بِالأَعادي


إِنَّما نَحنُ مُشبِهوكَ وما الأَش


بالُ إِلّا طَبائِعُ الآسادِ


نَحنُ ذاكَ الغِرارُ مِن هَذِهِ البي


ضِ وَذاكَ الشَرارُ مِن ذا الزِنادِ


هَذِهِ تُحفَتي إِلَيكَ وَخَيرُ ال


شِعرِ ماكانَ تُحفَةَ الإِنشادِ


وَضَميري إِذا طَرَحتُكَ فيهِ


جاشَ لي بَحرُهُ بِخَيرِ العَتادِ


أَنا مِن صَفوَةِ النَبيِّ وَغَيري


وَلَدٌ لا يُعَدُّ في الأَولادِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف الرضي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات