شغلي عن الربع أن أسائله

ديوان أبو الطيب المتنبي

شغْلي عن الرّبع أن أُسائلَه

وأن أطيلَ البُكاء في خَلَقِهْ

بالسجن والقيد والحديد وما

يُنقضُ عند القيام من حلَقِهْ

في كل لصٍّ إذا خلوتُ به

حدَّث عن جحده وعن سرَقِهْ

لو خُلقت رجله كهامته

إذاً لبارى البُزاةَ في طلَقِهْ

بدّلت جيرانه وبِلْيته

في خطّ كفّ الأمير من ورَقِهْ

يا أيها السيد الهمام أبا ال

عباس والمستعاذُ من حَنَقِهْ

أعني الأمير الذي لهيبته

يخفق قلب الرضيع في خِرَقِهْ

المظهر العدل في رعيته

والمعتدى حلمه على نزقِهْ

لما تأملته رأيت له

مجداً تضلُّ الصفات في طرقِهْ

نظرت من طبعه إلى ملك

يغضى حماة الشآم من خُلُقِهْ

لو ما ترى سفكه بقدرته

كان دم العالمين في عنقِهْ

يا من إذا استنكر الإمام به

مات جميع الأنام من فرقِهْ

في كل يوم يسرى إلى عملٍ

في عسكر لا يُرى سوى حدقِهْ

تشتعل الأرض من بوارقه

ناراً وتنبو السيوف عن درَقِهْ

قد أثّر القيظ في محاسنه

وفاح ريح العبير من عرقِهْ

كأنّما الشمس لم تزر بلداً

في الأرض إلّا طلعتَ في أُفُقِهْ

اللَه يا ذا الأمير في رجل

لم تبق من جسمه سوى رمقِهْ

كم ضوء صبح رجاك في غده

وجنح ليل دعاك في غَسقِهْ

ناداك من لجّة لتنقذه

من بعد مالا يشكُّ في غرقِهْ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان المتنبي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات