سيج ورد الخدود بالآس

ديوان ابن نباتة المصري

سيَّج ورد الخدود بالآس

فما لجرحي عليه من آسي

أغيد له فوقَ وجنتيه دمٌ

يروي أحاديثَ قلبه القاسي

يجرح قلبي آس العذراء وقد

كانَ دواء الجراح بالآس

واعجباً للشجيّ ممتحناً

في كلّ أحواله بإعكاس

هذا وشرخ الشباب يؤنسه

فكيف والشيب بعد إيناس

يا شعرات المشيب أعدمني

هناءَ عيشي بياضك الراسي

وكيف لي عيشةٌ مهنأة

والبيضُ مسلولةٌ على راسي

أين زمان الشباب أقطعه

وأين ميدانه وأفراسي

أين مقالي يا صاحب الفرس ال

نهد أرحني من طول وسواسي

لا نهدَ إلاَّ من صدرِ غانيةٍ

ولا كميتَ إلاَّ منَ الكاس

من كفِّ لدن القوام مشتمل

بفرعِه كالقضيب ميَّاس

عففتُ عن كأسِهِ فأرشفني ال

غبّ منها بقلبه القاسي

مدامه من فمٍ يضيق فما تن

زل إلاَّ بمصِّ بوَّاس

جالسني أستضي بغرته

فحبَّذا شمعتي وجلاسي

وأنظم الشعر في سماحكم

فحبَّذا كوكبي ونبراسي

تغزُّلي فيهِ والمدائح في

عليّ قاضي النوال والباس

قاضٍ قضى بالندى العميم فما

في حكمِهِ محضرٌ لإفلاس

الحارس الملك باليراعة لا

يحتاج نضو سيوف حرَّاس

ناهيكَ بالليل والنهار لذي

أجرٍ وذكر أطراسٍ وأنفاس

سدْ يا ابن فضل الإله كيف تشا

سيادةً ما لذكرها ناس

في الشرق والغرب كلّ ذي قلم

كان شهيراً بذكرها خاسي

مثل ابن عبَّاد الفارسي غدا

مفترساً عند أبيّ فراس

والفاضل الآن عائزٌ لحلىً

كم كنست من حديث مكناس

والمغربي الوزير أصبح من

روعته يعتزي إلى فاس

فيا أبا القاسم البليغ لقد

ألوى صباح بضوءِ مقباس

إنَّ عليا جواد سبق علىً

قبل زهير وقبل جسَّاس

وما زهير كنبتِ شاعره

لا ليِّناً شعره ولا جاسي

علَّمه النظم فضل سيِّده

فجاء حلياً بغير وسواس

عليّ بحر أفاض جوهره

فنظمته الورى بمقياس

وألبستهم علياه فاجْتلبوا

إيناس نعماه قبل الباس

وأنفقوا تبره عليهِ ثناً

في حالتيه إنفاق أكياس

دعا لمصر رجايَ ممتدحاً

نعماء سلطانها على راسي

فجئت أسعى على المحاجر والع

ين سعيداً رملي وإحساسي

أبواب خير الملوك لا برحت

أركان حجّ وحطّ أحلاس

قرَّبني فضلها على يدِ من

لله فضلٌ به على الناس

يا سيِّداً ألحقت مفاخره

بآل حمدان آل مرداس

إلباس تشريفي اقتضى فأزل

إلباس حسنى بحسنِ إلباس

لا زلت في الخضر عيش ذي أملٍ

عداكَ والحاسدون في الباس

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن نباته المصري، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات