سواكم روى عنكم سوانا روى عنا

ديوان عبد الغني النابلسي

سواكم روى عنكم سوانا روى عنا

وأعياننا منكم وأعيانكم منا

عشقناكمو لما عشقنا نفوسنا

وكل فتى منا إلى نحوكم حنا

وأنتم وجود الكل والكل شخصكم

وإن كان كلٌّ تابعاً في الهوى فنا

هي الروح دبت في طبيعة جسمها

وقد أظهرت خوفاً وقد أظهرت أمنا

وأفنى بما أبقى هواها لها بها

من الكلِّ بل أبقى هواها بما أفنى

وكانت هي المعنى وألفاظنا لها

فيا حسن ألفاظ تكون لها معنى

قديمة عهدٍ والحدوث حجابها

غدونا لها ظهراً فصارت لنا بطنا

هي الكرم والعنقود والعاصر الذي

له انتسبت أيضاً وبائعها غبنا

هي الحان والكاسات والطاس والطلا

ودِنُّ الحميّا والذي صنع الدنا

هي القوم والساقي ومجلسنا على

يمين الحمى الشرقي والروضة الغنا

فإن شئت فاشربها من الكل أو فخذ

من البعض كاساً طعمه العذب ما أهنى

وإلا تكن في أسر وهمك واقفاً

مع العقل تستدعي السرور أو الحزنا

يقلبك الوسواس في كل ساعة

وأعماك حتى قد أصم لك الأذنا

سقى الله روضات المقاصد واللقا

من الكل حتى الكل منها رأوا حسنا

ولم تعشق العشاق غير جمالها

ولكنهم تاهوا بأسمائها الحسنى

وليلى ولبنى في البرية قصدهم

وما قصدهم ليلى ولا قصدهم لبنى

ولو لم يكونوا عارفين بها ولو

لها وجدوا ظلماً ولو تبعوا الظنا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغني النابلسي، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات