سهادي وليلي فيك ما لها حد

ديوان ابن الساعاتي

سهادي وليلي فيك ما لها حدُّ

وطيبُ الكرى كالصبح ما لي به عهدُ

إذا كان للعشّاقِ حبُّك قاتلا

فماذا الذي تبغي القطيعة والصدُّ

لمن يرهف الهنديُّ والنبلُ والقنا

كفى قومك الألحاظُ والهدب والقدّ

رضا بك شهدٌ رشفه ينقع الصدى

متى كان يروي غلَّة الهائم الشهد

وفاتكةِ الألحاظ آمنة الحشا

وعند الهوى لا يوجب القودَ العمد

يثقّف لا للزيغ بالطعن قدُّها

ويسقى وما غير الحيا بالدّم الورد

إذا خطرتْ فالغصن نوّارهُ الحلى

وإن نظرتْ فالسيفُ قلبي له غمد

أناشد جفنيها السقيمين في دمي

وتأبى سوى السفك الأناملُ والخدُّ

يبيح فؤادي قدَّ هند ونهدها

ويمنعه نهدٌ وما تطبع الهند

هي الشمس يضفو الظل في حال قربها

وتضحي هجيراً حين يحجبها البعد

تضنّ وتسخو فالمنية والمنى

وتنأى وتدنو فالضلالة والرشد

أتت فتلاقي كلُّ شيء ومثله

وفود الدجى من هامة الأفق مسودُّ

فجفني وجفناها ووجدي وردفها

وقلبي وقرطاها ودمعيَ والعقد

لقد كتم الخلخال والقلب والدجى

فنمَّ عليها الثغر والحليُ والندُّ

سلامٌ على نجد وساكن ظلها

وإن لم يفد إلاَّ رسيسَ الهوى نجد

إذا أخمدت نار الأسى بعد هجعة

فعند الصبا بعد الخمود لها وقد

فإن وعدت نفسي المنى بلقائها

أبى اليأس منها أن يصحَّ لها وعد

وأبى لاستشفى سقامَ نسيمها

وما عنده إلاّ الصبابة والوجد

يقصُّ أحاديث الكثيب وبانهِ

ودون الكثيب البيدُ والعيس والوخد

قضى الصبر مثل الغمض عن ظبياتهِ

وللوجدِ مثل السقم في خلدي خلد

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الساعاتي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات