سلوا بالحمى أين الظباء السوانح

ديوان ابن الساعاتي

سلوا بالحمى أين الظباءُ السوانحُ

وهل طلَّ بعدي بأنهُ المتناوحُ

وهل جاده سنٌّ من البرق ضاحك

يغازله جفنٌ من المزن سافح

جرى دمع عيني يوم كاظمةٍ دماً

فأعلمني أنَّ البروق صفائح

وقد كان دمعي عاصياً كتجلدي

إلى أن غدا إنسانها وهو مائح

ويصدى إلى ماء الملاحة والصّبا

فحدّث بصادٍ وهو في الماءِ سابح

وهل نافعي خدٌّ من الدمعِ مخصبٌ

وقد أجدبتْ مني الحشا والجوانح

وعنفي في حبِّ ميّة معشرٌ

وما منهمُ إلاّ حسودٌ وكاشحُ

وقد زعموا أنَّ الغرامَ فضيحةٌ

وفي مثل ميٍّ تستطابُ الفضائح

وقفنا على أطلالها فكأنّما

نوافج من آثارهنَّ نوافح

ندافع خصمَ الشوق والشوقُ غالبٌ

ونثني عنانَ الدمعِ والدمعُ جامح

ذكرنا بها ليلاً من الشعر كاتماً

يقارنهُ صبحٌ من الثغرِ بائح

وأذيالَ معطارٍ تمسّكتِ الرّبى

بهنَّ وهذا نشرها المتفاوح

فإن كان خطبٌ فادحٌ يصدع الحشى

فإنَّ الهوى خطبٌ مع البينِ فادح

وفي الناس جهلٌ بالقدود فربما

إذا اهتزَّ يدعى مائساً وهو رامح

وعندهمُ أنَّ العيونَ جوارحٌ

وما هي للأكباد إلاّ جوارح

لقد أضرمتْ نارَ الهوى نفحةُ الصّبا

كما أضرمتْ نارَ الصليِّ المراوح

بحيثُ سويداءُ الفؤادِ حراقةٌ

وقلبي زنادٌ والصبابةُ قادح

وكم هزَّ من عطفيَّ في الإيكِ صادحٌ

ولولا الهوى ما هزَّ عطفي صادح

ولولا ندى الملكِ العزيز بن يوسفٍ

لعزَّت عطايا جمّةٌ ومنايح

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الساعاتي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات