سلا إن مررتم عن فؤادي على سلع

ديوان الأمير الصنعاني

سلا إن مررتم عن فؤادي على سلع

وقولا له طال الوقوف بذا الربع

ولا تسمعاه في الخطاب ملامة

فلا جفوني ما تمكن من جدعي

فلوم جفون الصب أولى وإنما

يرقُّ لها لما ترقرق بالدمع

وتصرف دمعاً ثم تمنع نومها

وما انتفعت يوماً بصرف ولا منع

وغانية بالجزع حلت وحليت

به فهي لاستخدام قلبي تستدعي

تعاملني بالفصل إن رمت وصلها

كأنِّي معدود من الجمل السبع

وما علمت أن التضاد مصحح

وقد عده أهل البيان من الجمع

فإني مأسور وتلك طليقة

فلو عطفت ما كان ذلك بالبدع

وأنصب نفسي في هواها وإنما

أجر بذاك انصب أنسى إلى الرفع

أفيقا فقد غالطت في البحث مقصدي

فواللّه ما بالجزع قلبي ولا سلع

ولكن إذا عرجتما بتهامة

فعوجا بها واسفتيا بها حاكم الشرع

وقولا له هل جاز في شرعة الوفا

مقاطعة الإِخوان أو صح في السمع

وهيهات يفتي بالجواز وإنما

أريد بذا إلزامه حجة القطع

وماذا الذي أنساه ذكر أخوتي

وهلا رفا خرق التهاجر بالرقع

فإنهم سموا الرسالة رفعة

لترقع قلباً هذه الهجر بالصدع

أزهَّده في الخمول وإنه

سما جل أترابي إلى الجاه والوسع

وحصل مملوكاً وداراً وبغلة

وأسرج مركوباً وسرج بالشمع

وإني على ما كان يعهد خامل

ولم أتحول عن طريقي وعن وضعي

فما أنا إلا السيف كان قرابه

خمولاً فهُزَّ السيف تسمع بالوقع

وإني في روض العلوم مخيم

مقيم على حصد الفوائد ولزرع

ودونك ذهني فهو يثمر دائماً

فوائد تجنى في الدفاتر للنفع

ونقطف من روض العلوم معارفاً

وفي طبق التعبير تبرز للدفع

ويطعمها أذهان قوم تسابقوا

إلى طلب العليا يهشون بالطبع

وتاقت إلى أوطان مكة همتي

فحملها ما ليس يحمله وسعي

وقلت عسى ألقى خليلاً مهذباً

يساعد بالإِنصاف في الأصل والفرع

فلم ألق جاهلاً متصوفاً

يرى أن أهل الأرض من خدم الشِّسع

يخطف للقلب الضعيف بدفه

وبالرقص والثوب المرقع والقبع

وإلا فتى قد نال حظاً من العلى

ولكن يرى التقليد من موجب الشرع

ويحسب دعوى الاجتهاد محالة

ولا فرق في الظني لديه ولا القطعي

كأن كتاب اللّه والسنة التي

أمرنا بها قد أُلحِدَا باطن السبع

فقلت لنفسي إن في العود راحة

وبعد اختيار الناس قد طاب لي ربعي

ولي جلساء لام يمل حديثهم

يناجون طرفي بالأحاديث لا سمعي

سأجعلهم ما عشت أهلي وجيرتي

وأسلو بهم عن مفرد الناس والجمع

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الأمير الصنعاني، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات