سقيا لعيش مضى ما فيه تكدير

ديوان ابن الرومي

سَقياً لعيش مضى ما فيه تكديرُ

أيامَ تحكُمُ فينا الأعينُ الحورُ

إذا الوصال بوصْل الدهر متصلٌ

مستحصِدٌ حبلُهُ والهجرُ مهجورُ

نُمسي ونُصبح لا واشٍ يُطيف بنا

ولا رقيبٌ خفيُّ اللحظ محذورُ

والشملُ مؤتلف والدارُ جامعة

منا ورَبْعُ الهَوى واللَهوِ معمورُ

حتى رمتنا صروفُ الدهر قاصدةً

بفُرقةٍ حين خانتْنا المقاديرُ

واستصحبَ الدمعُ عيناً غيرَ راقئةٍ

لما غدتْ بحدوج الجيرةِ العير

لا تُنكرا جزعي يا صاحبيَّ على

ما فات والصبُّ إما هام معذور

وعلِّلانيَ إنّ الصبر ممتنِعٌ

والحزن مكتنِعٌ والدمع محدور

فليس يُذهِب ما في القلب من حَزن

إلا كؤوس لها في الجسم تفتيرُ

أو شدوُ مُحسنةٍ غنَّتْ على طرب

صوتاً تَراطنَ فيه البَمُّ والزيرُ

يا دارُ أقوتْ بأوْطاس وغيَّرها

من بعدِ ساكنها الأمطارُ والمورُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الرومي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات