سقى العهد مالي بالجزيرة من عهد

ديوان ابن الساعاتي

سقى العهدُ مالي بالجزيرةِ من عهدِ

وإن لم يفدْ غيرَ الصبابة والوجدِ

أحنُّ إلى هندٍ وهل ينقعُ الصّدى

وبرحَ الحشا قولي أحنُّ إلى هند

هي الشمس تضفو الظلَّ في حال قربها

وتضحي هجيراً حين تحجبُ بالبعد

حددتُ بجفنيها على رشفِ ريقها

ومن شربَ الصهباءَ يلزم بالحدِّ

لقد كمنتْ نارُ الأسى في زلالهِ

كمونَ أوارِ النارِ في خصر الزند

فيا قلبُ صبراً عن شهيِّ رضابها

فإنَّ وحيَّ السمِّ في ذلك الشهد

هي الجنّةُ القصوى تولَّى نعيمها

فقلبي من نارِ الكآبة في خلدِ

وقد أرمدتْ عينيّ جمّة مائها

وكيف تنالُ الشمسُ بالأعين الرُّمد

وما أن توارت جلّنارة خدّها

فلمْ أيعنتْ في الصدر رمانة النّهد

تريك المها باللحظ والشمسَ بالسّنا

ودعصَ القنا بالرّدف والغصنَ بالقدِّ

وما البدر في الظلماءِ إلاَّ جبينها

وما أسدلت من فرعها الفاحم الجعد

فلا تعجبا للحسن اسودَ أبيضاً

فقد قيل حسنُ الضدِّ يظهرُ بالضدِّ

أقول لواديها ودبَّ نباتهُ

فخضرتهُ مثل العذار على الخدِّ

وظلّت ثغور الأقحوانِ بواسماً

لحسن بكاءِ السُّحب من صخب الرَّعد

ولاح وميضُ البرقِ بين فروجها

كما سلَّ سيف تحت جانحتي بند

وقد أرسلتْ قوسُ الغمام سهامها

فكل غديرٍ جائل العطف في سردْ

أراكَ نشرتَ الوشيَ في كل وجهةٍ

كأنك من لقيا العزيز على وعد

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الساعاتي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات