سرى طيفها ليلا وما كان ساريا

ديوان الأمير الصنعاني

سرى طيفها ليلاً وما كان سارياً

ووافى وقد ألقى الظلام المراسيا

وقد عميت عنه العيون فلم يخف

عذولاً ولم يحذر هنالك واشيا

رثى لي لطول الاغتراب ورق لي

وما كان لي قبل التباعد راثيا

طوى لوصالي كل أرض وبلدة

وسهلاً وحَزْناً بيننا وفيافيا

وبات نديماً لي وبتُّ أَبُثُّهُ

حديث النوى حتى بكى لاغترابيا

فلم أر طيفاً قبله كان باكياً

ولم أر مثلي في المحبين شاكيا

سقى ليلة قد زارني ليت أنها

تدوم وأن الصبح ما كان آتيا

وأن سواد القلب والعين زاد في

سواد الدجى فيها وليل سنائيا

ولكنه داعي الصباح كأنه

كتاب لفخر الدين قد جاء شافيا

شفى قلب صب كان من طول هجره

عليلاً وقد أعيا الطبيب المداويا

كتاب شفى قلبي وآنس غربتي

وجدّد أُنْساً كَان بالبعد باليا

يذكرني أيام وص تصرمت

أفخر الهدى ذكرت من ليس ناسيا

بروحي أفديه زماناً مضى لنا

ونحن على حال تغيظ الأعاديا

وهيهات لا أنسى إخاك وخلقك

الذي تملك مني مهجتي وفؤاديا

وأبلغ أخي عز الكمال ومن له

بقلبي محل لا يرى عنه خاليا

سلاماً إلى أن يجمع اللّه بيننا

ويدني لنا بعد البعاد التلاقيا

وحق إخاه لست أنسى وداده

وحاشا لمثلي أن يرى عنه ساليا

بقيتم لنا في نعمة وسعادة

وعز وإقبال يغيظ الأعاديا

ويخدمكم مني السلام مؤبداً

يوافي إذا هب النسيم اليمانيا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الأمير الصنعاني، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات