سرى بشبيه البدر آل هلال

ديوان ابن نباتة المصري

سرى بشبيه البدر آلُ هلال

وهانَ على أهلِ المليحة حالي

خبى وجهها عنِّي وأُخليَ ربعها

فآهاً على وجهٍ ذكرت وخال

وأخفت ليَ الأسقام جسماً كأنه

خلال الأسى والبين عود خلال

فما ضرَّ هندٌ لو طرقتُ خيامها

على أنني بالسقمِ طيف خيال

هي الشمس بعداً في المكانِ وبهجةً

ولكنَّها في الفرعِ ذات ظلال

أهيم بذكرى شعرها وعهودها

لقد همت من شمسِ الضحى بحبال

ولم أدرِ هل تسطو عليَّ لحاظها

بسود جفونٍ أم ببيض نصال

حرامٌ على جفني المنام وحسبها

إذا رضيت أن السهادَ حلالي

وأغيد قد خطّ العذار بخدّه

حروفاً نماها الحسن لابن هلال

لعمرك ما خدّ الحبيب معذّرٌ

ولكن بمسود النواظر جالي

سمت نحوه الأنظار حتَّى كأنها

بناريه من هنّا وهنّ صوالي

أرى شعرات الشيب تؤذن بالردى

وينذرني منها طلوع هلال

فما بال رأسي كلما ضاء شيبه

تجدّد في ذكرِ الحبيب ضلالي

دعِ الرمح يسند عن قدودِ أحبَّتي

فإن قدودَ المالكين عوالي

ودعنيَ والأيام ألقى صروفها

بصبرٍ على أيدي الحوادث عالي

أرى لابنِ ريَّان اعْتلاءَ سيادةٍ

تخلص حظّ الشعر بعد مطال

رئيس إلى علياه تسري مدائحٌ

مواصلة ليست بذات كلال

طربت إلى ضوء الجبين وإنما

طربت لضوءِ البارق المتلالي

وقالت وقد زادت جمالاً بنعته

حمى الله من عينِ الزمان جمالي

أخو العلم والنعمى يرجَّى ويختشى

ليوم فعال أو ليوم مقال

له بركاتٌ تلوهنَّ مكارمٌ

فيا لمعالٍ أُيِّدت بمعالي

بكفَّيه يستسقى الحيا ودعائه

فتهمي بماءٍ حالتاه ومال

ويندى وقد أندى الحياء جبينه

فلم ندرِ من فينا طلوب نوال

ولا عيبَ فيه غير سبق هباته

فما يتهنَّى مفصحٌ بسؤال

له القلم الماضي الشبَّاة كأنما

يحادثه من فكرِه بصقال

إذا وسَّع الأطراس حكت سطورها

كواعب في الأوراق تحت حجال

وإن جهّز السمر الذوابل للوغى

فقل في قصير شدّ أزر طوال

براحة من هبَّت نوافح ذكره

فأرخص في الآفاق نشر غوال

حلت للورى جدوى يديه فأصبحت

دُعاة الرجا من حوله كمال

ووالى نداً قد سنَّ سنَّة حاتمٍ

فأهلاً بسنيّ الندى المتوالي

من القوم فرسان البلاغة والوغى

على أنهم لله أيّ رجال

يميتون أياماً من المحلِ بالندى

ويحيون من طولِ السجود ليالي

أأزكى الورَى نفساً وأكرم أسرةً

وأرفعهم عن مشبهٍ ومثال

بقيت مدى الدنيا إلى الفضلِ سابقاً

وكلّ امرئٍ فيها بمدحِك تالي

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن نباته المصري، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات