زارت وقد ولى الهوى العذري

ديوان الأمير الصنعاني

زارت وقد ولى الهوى العذري

عني وأولى غاية الهجر

أنَّى يواصلني الغرام وقد

ولِيَ المشيب سياسة العمر

من بعد أن عزل الشباب سُقِي

عصر الشباب سحائِبُ القطر

لله ما أحلى إمارته

متصرفاً بالنَّهْي والأمر

فَعَنِ التَّغَزُّلِ فكرتي عُزِلَتْ

وكذا عن التشبيب في شِعْرِي

فالشيب والتشبيب ما اجتمعا

ما لِلظِّبا ولصحبة النسر

وملاعب اللذات قد هجرت

وَصْلي وحق لمثلها هجري

ماذا تُرَجِّي من وصال فتى

خلع العَذار عن الهوى العُذْرِي

وأرى الغواني إن نظرن إلى

شيبي نظرن بأعين شَزْر

صارت لديَّ كأنها عدم

وأنا لديها ساكن القبر

ورد الخدود لديَّ فما

للورد من طَيّ ولا نشر

وكذاك رُمَّانُ النهود غدت

كالورم من ألم على الصدر

لا الطيف يطرق مقلتي ولا

أشكو الجفا وتطاول الهجر

وأرى الرقيب هو القريب كما ال

واشي صديق صادق السر

فعرفت حقاً أنه غلط

وصف النِّسَا بمحاسن الشعر

تشبيه أعينها وقامتها

بالسيف مسلولاً وبالسمر

والشعر بالليل البهيم به ال

أقراط مثل الأنجم الزهر

هذا أراه كله غلطاً

قد تُبْتُ عنه توبة القَسْر

وأرى الورى طراً بتجربة

ما فيه من شمس ولا بدر

إلا الذي حلَّ السما وأنى

بمنافع جلَّتْ عن الحصر

ما لذَّ لي بعد المشيب سِوَى

كأسِ النظام أداره الفخري

أهي السماء أم الرياض فقد

جاءت لنا بالزهر والزهر

وكأنها من بابل عصرت

فأتت بأنواع من السحر

أما الحقيقة فهي معجزة

ولذا تحير عندها فكري

يا فخر دين الله من فَخُرَتْ

بنظامه صنعا على مِصْر

بحر من الآداب قد قذفت

أقلامه بمحاسن الدر

وذكرت ما قد كان من نفر

كل لعرضي منهمُ يَفْرِي

بل بالغوا وأراد كلهم

أن يوردوا جسمي إلى قبري

وتصدروا لأذيتي ولقد

ملأتْ محبة مثلهم صدري

أبناء إخوان لنا درجوا

كانوا العيونَ بأوجه الدهر

كنا وهم روحان في جسد

ولأنت يا فخر الهدى تدري

وأنا أبو أبنائهم فَلِمَا

جعلوا عقوقي عناية البر

والكل من بحري قد اغترفوا

وبه قد اعترفوا بلا نكر

أشعارهم بمدائحي ملأت

سُفْنَ القريض بكل ما بحر

حيا الحيا مثواهُمُ وسقى

جَدَثَا حواهم وابلُ الأجر

وبقيت بعدهمُ تعيد لنا

آثارهم بالنظم والنثر

ومكارم نشرت فلو سبقت

لم يبق للطائيّ من نشر

واسلَمْ ودم في نعمة فلقد

طولت إذ قصرت في الشعر

فاعذر وسامح واغتفر وأنِلْ

أبياتَ شعري حُلَة السترِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الأمير الصنعاني، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات