رم النجاء عن الفحشاء والهون

ديوان الشريف المرتضى

رُمِ النَّجاءَ عن الفحشاءِ والهونِ

وَلا تَعُجْ بصديقٍ غير مأمونِ

ولا تُقِمْ بين أقوامٍ خلائقُهُم

خُشْنٌ وإنْ كنت في خَفْضٍ وفي لِينِ

ماذا العناءُ وظلُّ العودِ يُقنعني

وذا الشّقاءُ وبعضُ القوتِ يكفيني

والمالُ تُصبِحُ صِفراً كفُّ جامعِهِ

ولو أَنافَ على أموالِ قارونِ

وليس ينفعني والدّاءُ يعنُفُ بي

إذا وجدتُ طبيباً لا يداويني

مَن لِي بمن إنْ هَفَتْ رِجلاهُ في زَلَقٍ

حُميتُهُ أو هفَتْ رِجْلايَ يحميني

يرمي العِدا أبداً عنّي وليس يُرى

ولو رماني جميع النّاس يرميني

أَشكو إلى اللَّهِ قَوماً عشتُ بينهُمُ

يرضون من كلّ ما يبغون بالدُّونِ

لا رَوْنَقٌ لهمُ يرضاهُ لِي بصري

ولا لهمْ عَبَقٌ يرضاه عِرْنِيني

من كلّ أخْرَقَ بالشّنعاءِ مُضطَبِعٍ

وبالّذي دنّسَ الأعراضَ مَزْنونِ

أَعدوه لا جائزاً منه بناحيةٍ

والشّرُّ كالعُرِّ في الأقوامِ يُعديني

لولا التّنوخيُّ لم آنسْ إلى أحدٍ

ولا أجَبْتُ وداداً من يناديني

وَلا رَأتنِيَ عينٌ لاِمرئٍ أبداً

إلّا عَرِيّاً خَلِيّاً غيرَ مقرونِ

ليلي بزَورَتِهِ في مُشْرِقٍ يَقَقٍ

والصّبحُ أَسعدُ صبحٍ حين يأتيني

كأنّه مبهجٌ أضحى يبشّرني

ومطربٌ أبداً أمسى يغنّيني

لَو يَستَطيع حَماني كلَّ بائقَةٍ

وباعد السّودَ في رأسي عن الجُونِ

يُطيعني وهو ممّن لا اِمتنانَ لهُ

كأنّه طولَ هذا الدّهر يَعصيني

كم ليلةٍ بتُّ منه في بُلَهْنِيَةٍ

أُعطيهِ ما يَبتغي منّي ويُعطيني

كأنّنا باِخضرارٍ من تذكّرنا

نُمسِي ونُصبحُ في خُضرِ البساتينِ

ونابَ مِنّا حديثٌ بات يُطربنا

عن أنْ أُسَقِّيهُ كأساً ويسقيني

متى سقاني فروّاني مواصلةً

فما أُبالي بمن في الخَلْقِ يجفوني

وإنْ جرى لِيَ مدحٌ في مقالتِه

فقل لمن شاء في الأقوام يهجوني

لَم تَحلُ إلّا بهِ الدّنيا ولا مَرَقتْ

منهُ الخَلائقُ عن بُحْبُوحَةِ الدِّينِ

لا أدْرَكتْ أُذُني ما ليس يُعجبني

فيه ولا مُقلتي ما ليس يُرْضيني

وَلا اِستُرِدَّ الّذي أُعطيتُ منه ولا

عادتْ غصونٌ كَستْني منه تعريني

كأنّه مبهجٌ أضحى يبشّرني

ومطربٌ أبداً أمسى يغنّيني

لَو يَستَطيع حَماني كلَّ بائقَةٍ

وباعد السّودَ في رأسي عن الجُونِ

يُطيعني وهو ممّن لا اِمتنانَ لهُ

كأنّه طولَ هذا الدّهر يَعصيني

كم ليلةٍ بتُّ منه في بُلَهْنِيَةٍ

أُعطيهِ ما يَبتغي منّي ويُعطيني

كأنّنا باِخضرارٍ من تذكّرنا

نُمسِي ونُصبحُ في خُضرِ البساتينِ

ونابَ مِنّا حديثٌ بات يُطربنا

عن أنْ أُسَقِّيهُ كأساً ويسقيني

متى سقاني فروّاني مواصلةً

فما أُبالي بمن في الخَلْقِ يجفوني

وإنْ جرى لِيَ مدحٌ في مقالتِه

فقل لمن شاء في الأقوام يهجوني

لَم تَحلُ إلّا بهِ الدّنيا ولا مَرَقتْ

منهُ الخَلائقُ عن بُحْبُوحَةِ الدِّينِ

لا أدْرَكتْ أُذُني ما ليس يُعجبني

فيه ولا مُقلتي ما ليس يُرْضيني

وَلا اِستُرِدَّ الّذي أُعطيتُ منه ولا

عادتْ غصونٌ كَستْني منه تعريني

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف المرتضى، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

السّعادةُ والشّقاءُ

يختلفُ مفهومُ السّعادةِ والشّقاءِ باختلافِ المجالِ الفكريِّ والآراءِ والتَّوجُّهاتِ، فنجدُ مفاهيمَ عديدةً تختلفُ بينَ اللُّغةِ والفلسفةِ وعلمِ النَّفسِ والاجتماعِ والدّينِ وغيرِها من مجالاتِ الفكرِ والمعرفةِ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات