رفعت ولم أرفع إلى غير منزلي

ديوان عبد الغني النابلسي

رُفعتُ ولم أرفعْ إلى غير منزلي

من الغيب أمر المحسن المتفضِّلِ

وقد زجَّ بي في النور نور وجودِهِ

فأصبحتُ معدوماً بغير تحوُّلِ

وجودٌ قديمٌ نحن فيه هياكلٌ

بغير وجودٍ هيئةُ المتخيِّلِ

تعالوا بنا يا تائهون لعلَّنا

نكون كما كنا بترك التعلُّلِ

ونُسلِمُ عن كشفٍ إليه أمورَنا

فليس لكم أمرٌ يكون وليس لي

ونشهد أمرَ الله فينا كأنَّه

بنا لمعُ برقٍ في دُجى الكون ينجلي

وما البرقُ إلا نحنُ إذ نحنُ أمرُهُ

هو القدرُ المقدورُ في الذكر قد تُلي

ولا تبعدوا عني بأحوال غفلةٍ

دهتكم فأصبحتم بعادَ التأمُّلِ

وجار عليكم حبُّ دنيا دنيةٍ

وليس عليها عندنا من معوَّلِ

قفوا في حمى الإيمان لا تتحولوا

إلى غيره بالعقل قصدُ التوصُّلِ

ودوموا على الطاعات خالصةً عسى

بكم يَرِدُ الساقي إلى عَذْبِ منهلِ

هنالك نور الكشف إن شاء ربنا

وإلا فأنتم في مقامِ مؤمِّلِ

مقام أولي الإيمان بالغيب فاسبقوا

إليه ولا تصغوا إلى قولِ عُذَّلِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغني النابلسي، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات