راعتك دنياك من ريع الفؤاد وما

ديوان أبو العلاء المعري

راعَتكَ دُنياكَ مِن ريعَ الفُؤادُ وَما

راعَتكَ في العَيشِ مِن حُسنِ المُراعاةِ

كَأَنَّما اليَومُ عَبدٌ طالِبٌ أَمَةً

مِن لَيلَةٍ قَد أَجَدّا في المُساعاةِ

وَأُمُّكَ السوءُ لَم تَحفَظكَ في سَبَبٍ

لا بَل أَضاعَتكَ أَصنافَ الإِضاعاتِ

تَبني المَنازِلَ أَعمارٌ مُهَدَّمَةٌ

مِنَ الزَمانِ بِأَنفاسٍ وَساعاتِ

إِن شِئتَ إِبليسَ أَن تَلقاهُ مُنصَلِتاً

بِالسَيفِ يَضرِبُ فَاِعمِد لِلجَماعاتِ

تَجِدهُمُ في أَقاويلٍ مُخالِفَةٍ

وَجهَ الصَوابِ وَأَسرارٍ مُذاعاتِ

يُباكِرونَ بِأَلبابٍ وَإِن خَلُصَت

مَعصِيَّةٍ وَبِأَهواءٍ مُطاعاتِ

قالوا وَقُلنا دَعاوٍ ما تُفيدُ لَنا

إِلّا الأَذى وَاِختِصاماً في المُداعاةِ

تَكَسَّبَ الناسُ بِالأَجسامِ فَاِمتَهَنوا

أَرواحَهُم بِالرَزايا في الصِناعاتِ

وَحاوَلوا الرِزقَ بِالأَفواهِ فَاِجتَهَدوا

في جَذبِ نَفعٍ بِنَظمٍ أَو سِجاعاتِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العلاء المعري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات