راح يستمطر الدموع الغزارا

ديوان ابن الساعاتي

راحَ يستمطرُ الدموع الغزارا

حين جاز الوادي فآنس نارا

رقصتْ في قميصها الأرجوانيِّ

فكانت لها الدموع نثارا

برزتْ مثلَ وجنة الحبِ تزدا

د على اللحظ وقدةً واحمرارا

تبعثُ الشوقَ والصبابة وهناً

وتشبُّ الحنينَ والادكارا

لكتمنا سرَّ الغرامِ عن الوا

شين حتى أضاءت الأسرارا

وجهلنا ذلَّ الهوى يومَ سلعٍ

وعرفناهُ إذ سألنا الديارا

ما ضحكنا للقرب حتى بكينا

للبعاد الرسومَ والآثارا

ونشدنا أيامهنّ الأنيقا

تِ وتلك الكواعبَ الأبكارا

كلُّ غيداءَ ريقها العذبُ خمرٌ

ما شربنا منها ونحن سكارى

أبرزت معصماً يناط بكفٍّ

لستُ أرضى لها الهلالَ سوارا

قائلاتٍ ولا جناح عليها

ليسَ غير الجمال عذرُ العذارى

قل لتلك القدود أنتِ غصونٌ

فمتى كانت البدور ثمارا

يتجلَّى رمّانهنَّ فإن شكّكت فانـ

ـظر في الأوجه الجلنارا

بأبي راكبٌ إلى وصليَ الأخطارَ

لا يرهبُ القنا الخطّارا

أشبهَ البدرَ في السرى فلهذا

تجدُ الليلَ حين زار إزارا

هوَ ثانية طلعةً وبعاداً

وأخو الظبي مقلةً ونفارا

يفضحُ الغصنَ والصباحَ وسمطَ الدر

ر قدّاً ووجنةً وافترارا

بقوامٍ وأقامَ ساعةَ صبري

وعذارٍ خلعتُ فيهِ العذارا

ذو صدودٍ يجري دموعَ المحّـ

ـبين وحسنٍ يستوقفُ الأبصارا

كلّما بنتُ عنهُ أدناه فكري

ومطايا الأفكار تدني المزار

كيف أنسى عهدَ الشآم وأهليـ

ـه وتلك الأوطانَ والأوطارا

بينَ بيضٍ تحول من دونها ال

بيضُ وسمرٍ حيرَّننا أسمارا

لو يبلُّ الجوى بكاءٌ طويلٌ

لبكينا تلك الليالي القصارا

فسقى اللهُ ذلك المنظر الطلقَ

وتلكَ الآصال والأسحارا

غدرٌ تخجل الحيا ورياضٌ

تبهر الوشيَ نرجساً وبهارا

كم اعرنا منابرَ الدَّوحِ سمعاً

فحمدنا خطيبهنّ الهزارا

ونظرنا إلى المياه فكانت

كالمحّبين لا تصيب قرارا

ورؤوس الغصون للطير كالأو

تارِ كم أدركتْ من الهمِّ ثارا

فهي لا تسال الغمام ولا تشتاق

كالأرض كلها آذارا

حجبتها عنا الليالي كما يحجب

عنّا جنحُ الظلام النهارا

فابعثِ الخيل شزبّا والمطايا

بدناً تنهبُ المدى وتبارى

وارم بي من تشاء تلقَ ربيطَ

الجأش سامي طود النَّهي مغوارا

وانضُ مني ماضي الشّبا أوجهُ

الأسفار تحلو لمثله إسفارا

لست أخشى خطباً وبالملكِ

الناصرِ أبغي على الخطوب انتصارا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الساعاتي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات