رأيت ذكورا في إناث سواحر

ديوان محيي الدين بن عربي

رأيت ذكوراً في إناث سواحر

ترآأين لي ما بين سلع وحاجرِ

فخاطبتُ ذكرانا لأني رأيتهم

رجالاً بكشفِ صادقٍ متواترِ

وكنَّ إناثاً قد حملن حقائقاً

من الروح القاءً لسورة غافر

وبعلهمُ الروحُ الذي قد ذكرته

وإنهمُ ما بين ناهٍ وآمر

هم العارفون الصمُّ ردماً ولا تقل

بأنَّ الذي قد جاء ليس بخابر

وما خص نوعاً دون نوع لأنه

رأى الأمر يسري في صغير وكابر

ولا تمترِ فيما أقول فإنني

وقفت على علمٍ من البحرِ زاخر

تحسيته ماءً فُراتاً وإنه

لمِلحٌ أجاجٌ في السنين المواطرِ

فمن كان ذا فكر تراه محيَّراً

ومَن كان ذا شرعٍ فليس بحائر

تمنيت أن أحظى برؤيةِ مؤمنٍ

صَدوقٍ من الفتيانِ ليس بكافرِ

وذاك الذي يأتي بصورة تاجر

ملي ّمن الأرباحِ ليس بخاسر

فلم أر إلا خالعاً ثوبَ ماجنٍ

ولم أر لابساً زيّ شاطر

تنوَّعت الأشياء والأمر واحد

وما غائبٌ في الأخذ عنه كحاضر

إذا صحَّ غيبُ الغيبِ ما لأمر حاضر

يشاهده قلبي وعقلي وناظري

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان محيي الدين بن عربي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات