دنياك تشبه ناضحا متردا

ديوان أبو العلاء المعري

دُنياكَ تُشبِهُ ناضِحاً مُتَرَداً

مِن شَأَنِها الإِقبالُ وَالإِدبارُ

آلَيتُ ما الحِبرُ المِدادُ بِكاذِبٍ

بَل تَكذِبُ العُلَماءُ وَالأَحبارُ

زَعَموا رِجالاً كَالنَخيلِ جُسومُهُم

وَمَعاشِرٌ أُمّاتُهُم أَشبارُ

إِن يَصغُروا أَو يَعظُموا فَبِقُدرَةٍ

وَلِرَبِّنا الإِعظامُ وَالإِكبارُ

وَوَجَدتُ أَصنافَ التَكَلُّمِ سِتَّةً

بِالمَينِ مِنها أُفرِدَ الإِخبارُ

خاطَت إِبارُ الشَيبِ فَودَكَ بَعدَما

خَلُقَ الشَبابُ فَهَل لَهُنَّ إِبارُ

يُستَصغَرُ الحَيُّ الحَقيرُ وَدونَهُ

أُمَمٌ تَوَهَّمُ أَنَّهُ جَبّارُ

جَشِبٌ كَفاكَ مُطاعِماً وَعَباءَةٌ

أَغنَتكَ أَن تُتخَيَّرَ الأَوبارُ

أَمّا وَبارِ فَقَد تَحَمَّلَ أَهلُها

وَتَخَلَّفَت بَعدَ القَطينِ وَبارُ

وَالشَخصُ في الغَبراءِ غُبِّرَ فَاِنثَنى

وَكَأَنَّما هُوَ لِلغُبارِ غُبارُ

يا طالِباً ثَأرَ القَتيلِ أَلَم يَبِن

لَكَ أَنَّ كُلَّ العالَمينَ جُبارُ

وَتَخالَفُ الأَهواءُ هَذا مُدَّعٍ

فِعلاً وَذَلِكَ دينُهُ الإِجبارُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العلاء المعري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة المضيرية

”” حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ، وَمَعِي أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ رَجُلُ الفَصَاحَةِ يَدْعُوهَا فَتُجِيبُهُ، وَالبَلاغَةِ يَأَمُرُهَا فَتُطِيعُهُ، وَحَضَرْنَا مَعْهُ دَعْوَةَ بَعْضِ التُّجَّارِ، فَقُدِمَتْ…

تعليقات