خليلي سيرا بي إلى ذلك السرب

ديوان الأمير الصنعاني

خليليّ سيرا بي إلى ذلك السرب

فَثَمَّ ظباء فيه قد نهبت لبي

وإلا فعوجا وأسألا عن أحبتي

وقولا لهم لِمْ بالجفا قطعوا قلبي

ولا تسألا عن مهجتي فأنا الذي

سمحتُ بها لكن سلاهم عن الذنب

على أنه ما كان ذنبي سوى الهوى

فيا عجباً إن كان ذنبي من الحب

وحق الهوى ما لَذَّلي بعد بُعْدِكم

سوى ذكر ذاك الوصل في ذلك القرب

فما بالهم لم يذكروا عهد وُدِّنا

ولم ينصفونا بالجواب عن الكتب

ألم يعلموا أني على حفظ وُدِّهم

مقيم ولو غُيِّبْتُ في باطن الترب

ألم يعلموا أن ادِّكار ودادهم

ألذ على قلبي من البارد العذب

ألم يعلموا أني أكاد لذكرهم

أطير ولكن لا جناح لذي جنب

ألم يعلموا أنا اتحدنا عقيدة

فما أنا جهميُّ ولا أنا بالكسب

وقد طالما فتشتُ كل دقيقة

وساءلت عنها كل ذي فكرة ندب

وأنفقت ريعان الشبيبة والصبا

أفتش عن دُرّ الفوائد في الكتب

ولكنَّ طبع الدهر خفض ذوي العلى

ورفع ذوي جهل وتعظيم ذي نَصْب

فإن كان ما بيني وبينكم عامرٍ

فلست أبالي بالجفاء من الصحب

لأنك أعلى الناس عندي مكانةً

عليك سلام ما سرى البرق في السحب

ولا زلت في مجد وعز ورفعة

يساق إليك الخير في المنزل الرحب

ولا زلت في أفق الكمال مُصدَّراً

كتصدير اسم اللّه في أول الكتب

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الأمير الصنعاني، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات