خليلي خطب الحب أيسره صعب

ديوان ابن معصوم

خَليليَّ خطبُ الحبِّ أَيسرُهُ صَعبُ

وَلكن عَذابُ المُستهام به عَذبُ

وَما أنسَ لا أَنسى وُقوفي صَبيحةً

وقد أَقبلت يَقتادُها الشَوقُ والحبُّ

فَتاةٌ هي البدرُ المُنيرُ إذا بَدَت

وَلكنَّ لا شَرقٌ حَواها ولا غَربُ

مُنعّمةٌ رؤدٌ لها الشَمسُ ضَرَّةٌ

وَغُصن النَقا ندٌّ وظبيُ الفَلا تِربُ

فَوافَت تُناجيني بعتبٍ هو المُنى

وَلَيسَ يلَذُّ الحبُّ ما لَم يكن عَتبُ

فَما زلتُ أُبدي العُذرَ أَسأَلُها الرِضا

وَقَد علمت لو أَنصفَت لمن الذَنبُ

إِلى أَن طوَت نشرَ العِتاب وأَقبلت

تبسَّمُ عن ثَغرٍ هو اللؤلؤُ الرَطبُ

فعاطيتُها كأسَ الحَديثِ وَبَيننا

حِجابُ عَفافٍ عنده تُرفَعُ الحُجبُ

فظلَّت بها سَكرى وَرُحتُ كأَنَّني

أَخو نَشوَةٍ بالراحِ لَيسَ لَهُ لبُّ

فَواللَهِ ما صِرفُ المُدامِ بِفاعِلٍ

بنا فعلَها يَوماً ولَو أَدمنَ الشِربُ

وَقَفتُ أُجيلُ الطَرفَ في روضِ حُسنها

وَيَمنَعُني من طَرفها مُرهَفٌ عَضبُ

وَما برحَت تُصبي فؤادي وهل فَتىً

تغازلُه تِلكَ اللِحاظ ولا يَصبو

وَراحَت تُريحُ القَلبَ من زَفَراتِهِ

بطيب حَديثٍ عنده يَقِفُ الرَكبُ

فَما راعَها الّا سُقوطُ قِناعِها

وطُرَّتُها في كَفِّ ريح الصَبا نَهبُ

هُنالكَ أَبصرتُ المُنى كَيفَ تُجتَنى

وَكَيفَ يَنال القَلبُ ما أَمَّل القَلبُ

فَلِلَّه يَومٌ ساعَفَتنا بِهِ المُنى

وَطابَ لَنا فيه التواصلُ والقُربُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن معصوم، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات