خذ من حديثي ما يغنيك عن نظري

ديوان الشاب الظريف

خُذْ مِنْ حَديثي مَا يُغْنِيكَ عَنْ نَظَرِي

فَإِنَّه سَمَرٌ نَاهِيكَ مِنْ سَمَرِ

كَمْ مِنْ أَبٍ قَدْ غَدا أُمّاً لِمَعْشَرِهِ

فَأَعْجَبْ لإِعْطَاءِ لَفْظِ الأُّمّ للذَّكَرِ

وَنَاطِحٍ بِقُرُونٍ لَا قُرُونَ لَهُ

وَكَبْشِ قَوْمٍ بِنَقْلِ العِلْمِ مُشْتَهَرِ

وَرُبّ حَامِلِ وِزْرٍ غَيْر مُجْتَرِمٍ

وَلائطٍ وَهُوَ عَفُّ الذَّيْلِ والنَّظَرِ

يَدبُّ لِلْفَرْجِ أَحْياناً وآونةً

مِنَ التَّخلُّفِ يَأْتِي المُرْدَ في الدُّبرِ

وضارِبٍ لي أَهْواهُ وأُكْرمُهُ

أَراهُ يَحْضُرُ عِنْدِي وَهْوَ في السَّفَرِ

وَكَمْ بَليدٍ بِظَهْرِ الغَيْبِ حَدَّثنا

وَذِي ذَكاءٍ رَأَيْناهُ مِنَ الحُمُرِ

وَكَمْ بَدا عاقِلٌ يَوْماً وَليْسَ لَهُ

فِكْرٌ وَلَيْسَ بِمَنْسُوبٍ إلى البَشَرِ

وَكَمْ نَظرْتُ لِوَجْهٍ لَيْسَ في بَدنٍ

وَكَمْ سَمِعْتُ بِصَخْرٍ لَيْسَ مِنْ حَجَرِ

وَرُبَّ ناظِمِ أَشْعارٍ وَلَيْسَ لَهُ

شِعْرٌ فَهلْ مِثْلُ هذا سارَ في السِّيرِ

وَمُمْسِكٍ بِيَدَيْهِ النَّجْمَ يَقْلَعُهُ

وَلَيْسَ لِلْمَرْءِ نَيْل الأَنْجُمِ الزُّهُرِ

وَلابسٍ وَهوَ عَارٍ لا رِدَاء لَهُ

كِسْوَتُه أَطْلساً مِنْ أَخْشَنِ الشَّعَرِ

وَعابِدينَ مِنَ المِحْرابِ قَدْ هَربُوا

تُرَى المَسيحُ يُوافِيهمْ على قَدَرِ

وَمُدْبِرينَ وما وَلُّوا ولا اجْتَرمُوا

وَيُنْسَبُونَ بِلا شكٍّ إِلى دبَرِ

وَصالِحين رأيتُ الخَمْرَ عِنْدَهُمُ

قَدْ حَلَّلوُهُ بِلا خَوْفٍ ولا حَذَرِ

وسَالِحينَ وما زالتْ طَهارَتُهُم

وَآمِنينَ وَقْد أَمْسُوا ذوي خَطَرِ

وتَاركٍ كَرْشاً في البَيْتِ مُنْفَرِداً

مِنْ بَطْنِهِ وهُوَ لا يَخْشَى مِنَ الضَّرَرِ

وَجَالِسينَ على ظَهْرِ الهَريسَةِ قَدْ

وَافَاهُمُ السّمْنُ ما فيها مِنَ الشَّجَرِ

وَنَازِلينَ بِأَرْضٍ قَدْ أَصَابهُمُ

غَيْمٌ بِلا بَلَلٍ والقَومْ في مَطَرِ

وَتابِعينَ إِماماً وهُوَ مِنْ خَشَبٍ

وَقَدْ يُؤَنَّثُ في وَصْفٍ وفي خَبَرِ

عَجائبٌ ما لها حَدٌّ فَقُلْ وَأَطِلْ

إِنْ شِئْتَ أو فاقْتَصِدْ في القَوْلِ واقْتَصِرِ

كَأَنَّها لاِبْنِ يَعْقُوبٍ صِفَات عُلا

لِذَاكَ إحصاؤُها أَعْيا على البَشَرِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشاب الظريف، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات