خذ بنا في محاسن الأوصاف

ديوان ابن النقيب

خذ بنا في محاسن الأوصافِ

فهي نَقْلُ ما بين أيدي الظِرافِ

وانتخب للندام كلَّ حديثٍ

من قِصار الفصول داني القِطافِ

يتمنّى الجليسُ عمرَ مُعَاذٍ

لِتَلَقّي مُعَادهِ الشفّافِ

واقتحم لُجةَ القريض بفكر

ينتقي الدرَّ في حشا الأصدافِ

وتنقل من الدّعابة للجدّ

وخيّم عند المعاني اللِّطافِ

فهي أشهى من مُسْتَلذّ الأماني

لطروب غرامه غيرُ خاف

فتنة أودَعت نوافثَ سِحْرٍ

في مطاوي ألفاظها للزفاف

والغزال الذي يعرّض في خط

بَة أمثالها لجدُّ التلافي

فسبتها محاسنٌ منه تصطا

د بها كلَّ ناسكٍ متجافِ

أين عادَ المطواعُ ثَم وهل غي

ر انقياد مجانب لخلاف

يا رعي الله منه ذاك المحيّا

والقوام المخنّثَ الأعطاف

هو بدرٌ لا يعتريه محاق

فوق جيد يعطو لغصنِ خِلاف

إِن رنا أثخن القلوبَ بنبلٍ

عوَّذتها أشلاؤها في الشغاف

من مريض اللّحاظ منه امتراض

وبعذب الرضاب منه التشافي

كيف لي بالشفاء واقى وهل يس

مح يوماً لمدْنَفٍ بارتشاف

هو ذاك الضنين يعبث مجّا

ناً بأهل الهوى وليس يُوافي

ملك كيف شاء ما شاء يلهو

برعايا القلوب باستخفاف

ليّن الملتوى ولكن إلى الص

صَدِّ ورانٍ لكنه للتجافي

عشَّقتني بالورد حمرة خدي

ه فما زلت مُولَعاً بالقطاف

وسقيم الألحاظ حبَّبَ لي النر

جسَ حتى تخذت فيه مطافي

وثناياه مُذْ حكاها الأقحاحي

صرت مُغرى منه برشف النطاف

وحكت عرفه الرياض فأضحى

برداء النسيم منه التحافي

ومحضتُ الربيعَ شكراً جنيّ العط

ف غصّت به لَهاة القوافي

حين أضحى يجول منه خلال ال

غصنِ ماء النعيم بعْدَ الجفافِ

وبدا رافعاً سُرادَقَ زهر

وسَطَ الروضِ مُعْلَمَ الأطراف

واستوت منه حاكةٌ لتزيدٍ

وبني سابرٍ على الأكناف

فكستها مُفَوَّفات بُرُودٍ

أصبحت عبقربة الأصناف

حَفَّها منتدىً وريف من الظلِّ

بَرود لسندس الصفصاف

وبدا السوسن الجنيُّ كرع

شات ديوك في الشكل والأعراف

وتبدّى الشقيق فيها على الن

نَهر مكبّاً كعاكف لرعاف

والتوى النهر حولها فتحلّى

من فريد الحباب بالإِنصاف

ما شدت فوقه حمائمُ إِلاّ

اذكرتني عهد الصِبا والتصافي

وزماناً لبستُ فيه رداءً

سابغاً من غضارة العيش ضَافي

يا سقي الله عهده بمُلِثٍّ

غير مستأخر ولا مخلاف

يا نداماي هذه خُلَس العي

ش فهل مسعد على الاقتراف

أو مواتٍ إلى اجتناء دوان

للأماني فالأنس أضحى مواف

وابتكار إلى بواكير عيش

مستجدّ لنا وحثِّ سُلاف

من سقاة تخفى المناطقُ منها

بين طيّ الأعكان والأرداف

فلَجَمْعُ الأحباب بعد التصافي

نعمة سيّما مع الأسعاف

واقتضاء المشيب حق الصبا أع

جَب منه الأناة في الاستلاف

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن النقيب، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات