خذي نفسي يا ريح من جانب الحمى

ديوان الشريف الرضي

خُذي نَفسِيَ يا ريحُ مِن جانِبِ الحِمى


فَلاقي بِها لَيلاً نَسيمَ رُبى نَجدِ


فَإِنَّ بِذاكَ الحَيَّ إِلفاً عَهِدتُهُ


وَبِالرَغمِ مِنّي أَن يَطولَ بِهِ عَهدي


وَلَولا تَداوِ القَلبِ مِن أَلِمِ الجَوى


بِذِكرِ تَلاقينا قَضَيتُ مِنَ الوَجدِ


وَيا صاحِبيَّ اليَومَ عوجا لَتَسأَلا


رُكَيباً مِنَ الغَورَينِ أَنضاؤُهُم تَخذي


عَنِ الحَيَّ بِالجَرعاءِ جَرعاءِ مالِكٍ


هَلِ اِرتَبَعوا وَاِخضَرَّ واديهِمُ بَعدي


كَأَنَّ بِعَيني بَعدَهُم غائِرَ القَذى


إِذا أَنا لَم أَنظُر إِلى العَلَمِ الفَردِ


شَمَمتُ بِنَجدٍ شيحَةً حاجِرِيَّةً


فَأَمطَرتُها دَمعي وَأَفرَشتُها خَدّي


ذَكَرتُ بِها رَيّا الحَبيبِ عَلى النَوى


وَهَيهاتَ ذا يابُعدَ بَينِهِما عِندي


وَإِنّي لَمَجلوبٌ لِيَ الشَوقُ كُلَّما


تَنَفَّسَ شاكٍ أَو تَأَلَّمَ ذو وَجدِ


تَعَرَّضُ رُسلُ الشَوقِ وَالرَكبُ هاجِدٌ


فَتوقِظُني مِن بَينِ نُوّامِهِم وَحدي


فَقُلتُ لِأَصحابي أَلا تَتَزافَروا


رُوَيدَكُمُ إِنَّ الهَوى داؤُهُ يُعدي


وَما شَرِبَ العُشّاقُ إِلّا بَقِيَّتي


وَلا وَرَدوا في الحُبِّ إِلّا عَلى وِردي

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف الرضي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات