خذي صفو ما أوتيت واغتنميه

ديوان الطغرائي

خذي صفوَ ما أوتيتِ واغتنميهِ

وإن سوَّفَ المقدارُ فانتظريهِ

وإن بدَّلَ الأيَّامَ بؤسى بنعمةٍ

فلا تُنكري ما استبدلتْ وخُذيهِ

ولا تيأسي من رَوْحِ ربِّكِ إنَّهُ

متى تستحقّي رَوْحَهُ تجديهِ

ولا تجزعي من ذمِّ غاوٍ وحاسدٍ

فأهونُ مأثورٍ كلامُ سفيهِ

يُعارُ الفتى المجدودُ إحسانَ غيرهِ

ويُنشرُ عنه خيرُ ما هوَ فيهِ

ويُروى عن المحدودِ شرُّ خِصالهِ

ويُذكَرُ بالعيب الذي لأخيهِ

ألم ترَ أنَّ الناسَ أبناءُ دهرِهمْ

وكلُّهُمُ في غَدْرِهِ كأبيهِ

فإِن غدرتْ بالحسنِ يوماً بناتُه

فذاك قليلٌ من كثيرِ بنيهِ

هي الدارُ ينبو بالقطين جنابُها

فمن خاملٍ ينتابُها ونبيهِ

تخبِّرُنَا عمَّنْ تقدَّم قبلنَا

وإنْ لم نسائلْهَا بكيفَ وإِيهِ

تفانَوا فمكبوبٌ على أمِّ رأسهِ

وآخرُ مكبوبٌ يخِرُّ لفيهِ

عجِبْتُ لصرفِ الدهرِ أعقبَ حُلوَه

بمُرٍّ من المكروهِ جَرَّعَنيهِ

أرانيَ أقصى ما لديه بمرِّهِ

سأزهدُ فيما عندَهُ وأريهِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الطغرائي، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات