خدمتك من فلك الثناء الدائر

ديوان ابن نباتة المصري

خدَمتك من فلك الثناء الدائر

غرَرُ النجوم بكل معنًى باهر

يا شائدَ الحرمين بالهمم التي

ملأ الحديث بها لسان الذاكر

شيدت ما يبقى ويسري ذكره

في الأرض فاعجب للمقيم السائر

وعمرت فيها كلّ بيت عبادة

فأتى المديحُ بكلِّ بيت عامر

قسماً لو أنَّ الفضل مثلك صورةً

لحللتَ منها في مكان الناظر

أنت الذي حفّ المحاسن فضله

فأصاب باطنَ فضله للظاهر

فطَّرت أفواه الصيام تقرباً

ورميت أكباد العداة بفاطر

ورفعت للوفد الدّخان من القرى

ولقيت ذنبَ المخطئين بغافر

فتهنَّ بالعيد السعيد ممتعاً

بذخائر التقوى وأيّ ذخائر

لولاكَ لم يكُ للرَّجا من قوة

يلقى الزمان بها ولا من ناصر

فوحقّ جود يديك لولا أنت ما

سميت نفسي الآن باسم الشاعر

لكن نثرتَ مكارماً نظمتها

مِدَحاً فبلّغ ناظم عن ناثر

جوزيت عني بالثناء كما جزى

نفس الرياض ندى الغمام الباكر

إنْ حدّثت بك حالتي عن واصلٍ

فلقد تحدّث مهجتي عن جابر

يا من حمدت إلى حماه محاجراً

سُلكت ولو أني سلكت محاجري

خذها إليك بديهةً نزهتها

عن قامةِ سمرا ولحظٍ فاتر

ظهرت مناقبك الحسان فجئتها

من وصف سؤدد بلفظٍ ظاهر

ودنا بها سهلُ المديح فلم أقلْ

كم بين أكنافِ العذيب وحاجر

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن نباته المصري، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الشعرية

حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: كُنْتُ بِبِلادِ الشَّامِ، وَانْضَمَّ إِلَى رُفْقَةٌ، فَاجْتَمَعْنا ذَاتَ يَوْم فِي حَلَقَةٍ، فَجَعَلْنا نَتَذَاكَرُ الشِّعْرَ فَنُورِدُ أَبْيَاتَ مَعَانِيِه، وَنَتَحاجى بِمَعَامِيهِ، وَقَدْ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات