حي ظباء بالعقيق غيدا

ديوان ابن الساعاتي

حيِّ ظباء بالعقيقِ غيدا

تفضحُ أغصان النقا قدودا

الفاتراتِ الفاتكاتِ أعيناً

القانياتِ بالحيا خدودا

بيض الطُّلى سود الجفون سميتْ

سوداً غداةَ وثبت أسودا

قيا لها من لحظاتٍ سحرها

تصيبُ في الحرب الرجال الصّيدا

ومن خصور سقمي من سقمها

ومن غصونِ أطلعتْ نهودا

وساحر الألحاظ ما سألتهُ الـ

ـوصالَ إلاَّ منحَ الصُّدودا

يبعد نيلاً حين يدنو عزَّةً

فهل رأيت دانياً بعيدا

أسأله العطف فيثني عطفهُ

وأطلبُ الجود فيلوي الجيدا

يخاف حدُّ لحظهِ في جفنهِ

والسيف يخشى حدُّهُ مغمودا

أعادَ ما أبدى من التّيه فلا

عدمتُ ذاك المبدئ المعيدا

يفضح موج ردفهِ بقدّهِ اللَّدنِ

كثيبَ الرمل والأملودا

ما نظمت عقودهُ في جيدهِ

إلاَّ وظلَّ مدمعي بديداً

أنستُ بالوجد على حكم الهوى

وبات عنّي نافراً شرودا

يفوحُ نشرُ الندّ من أردانه

من لا ترى لحسنهِ نديدا

فارق صبري يوم زمَّت عيسهم

وودَّعتْ مقلتيَ الهجودا

يا هل لُيَيلاتُ الحمة رواجعٌ

وسالفُ الأيَّام أن يعودا

وفتْ عهادُ أدمعي بعهدها

ونقضتْ آرامه العهودا

لا برحتْ سواكنُ المزن على

أطلالها تضاجع الصَّغيدا

فلا ترى إلاَّ سحاباً باكي الـ

ـعين وإلاَّ طائراً غريّدا

ما راقبوا إلاَّ ولكن هجروا

عمداً وصدُّوا مدنفاً عميدا

يا زمن التفريق إمض راشداً

ويا زمانَ الوصل عد حميدا

ويا حداةَ العيس كم من لوعةٍ

في القلب باتت تدمن الوخيدا

وأنَّةٍ تشمل أظعانكم

وزفرةٍ تفتّت الجلمودا

تأوي لها قود المطيِّ رقة

حيَّا حيا دمعي المطيّ القودا

لا تحسبوا أنَّ لترجيعكمُ

تطوي الفيافي وتبيد البيدا

وإنما هامت وقد أثبتها

وجدي لتستدني المدى البعيدا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الساعاتي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات