حيا دمشق فكم فيها لذي وطر

ديوان ابن النقيب

حيّا دمشق فكم فيها لذي وَطَر

منازهٌ هي ملء السمع والبَصَر

فإِن توخيت منها طيبَ مختبر

وتجتني عند باكورةَ العُمُر

فاعمد إلى الفيجة الفيحاءِ مرتشِفاً

بها زلال معين رائق خصِر

وأنزل ببسِّيمة الزهراء مُنْتَشِقاً

نسيمها اللّدن في الآصال والبكر

واسلك خمائل وادي أشرفيْتها

بظلّ مشتبك الأغصان والشجر

ثم الجُديِّدةِ الغراء فالوِ بها

عِنان طرفك وانزل جانب النهر

واقصد ربي الهامة الغناء مستمعاً

شدو القيان من الأطيار في السحر

واسرح مدى الطرف من ألفاف دُمَّرها

بين الغياض لدى مستشرف خضر

واصعد ذرى السفح وأنشد فيه مدكراً

عهود أُنس مضت في سالف العمر

يا ليلة السفح هلاّ عدت ثانية

سقى زمانك هطال من المطر

وقف على دير مُرّان التي شخصَت

آثاره تلق فيه مسرح النظر

واذكر مقالة صبّ فيه ممتَحِن

يا ديرَ مُرّان لا عُرّيتَ من سكر

واقصر مدى الخطو واعبر صالحيتَها

ترَ القصور بها تسمو على الزُّهُر

حيث الحدائق تجلى من مطارفها

عرائس السرو في موشية الحُبُر

واذكر مقالة من ظلت خواطره

تربى على السحر في أوصافها الغرر

مُذْ راح ينشد فيها والمنى أمَمٌ

خيّم بجلّق بين الكأس والوتر

ومَتّعِ الطرفَ في مرأى محاسنِها

بروض فكرك بين الروض والزَهَر

وانظر إلى ذهبيات الأصيل بها

واسمع إلى نغمات الطير في السحَر

وعد إلى الربوة الغناء تلقَ بها

محاسِناً تجتلى في أحسن الصُوَر

ظلٌّ ظليل وماء راح مُطّرداً

بين الغصون وطير جد مستحِر

وعج على نَيْرَبيها كم بها فَنَنٌ

من المحاسن قد دقت عن الفِكَر

حيث النسيم تمشّى في جوانبها

تستعطف البانَة الغناء في البكر

حيث الجداول من تحت الظلال غَدَتْ

تنساب ما بين ميّال ومُنْحَدر

واعطف على المرجة الميثاء تلقَ بها

داعٍ إلى اللهو معواناً على الوَطَر

من كلِّ مستشرفٍ ظلت أَزاهره

تندى فتهدي لنا من نَشْرها العطِر

وادٍ به للمنى أغصان مُهْتَصِرٍ

تَهدّلَتْ بفنونِ الزهر والثمر

حيّا الإِلهُ بصوب الودْق غوطته

وصانها من عيون الزهر والبَشَر

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن النقيب، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

قد خص بالفضل قطليجا وأيدمر

قد خُصَّ بالفَضْلِ قَطْلِيجا وأَيْدمُرُ وطابَ منه ومنكَ الأَصْلُ والثَّمَرُ بَحْرَانِ لو جادَ بحرٌ مِثْلَ جُودِهما بِيعَتْ بأَرْخَصَ مِنْ أَصْدَافِها الدُّرَرُ للَّهِ دَرُّكَ عِزَّ الدِّينِ…

تعليقات