حقيقتي حضرة التجلي

ديوان عبد الغني النابلسي

حقيقتي حضرة التجلي

ومظهر الغيب بالتخلي

والقاب والقوس في التداني

وزينة الله في التحلي

ظهرت عنه به لديه

وقلت يا صاحبي وخلي

وفيه أطلقت بعد حبسي

وفك قيدي به وغلي

إرادة للخصوص أعطت

وقدرة أعطت التدلي

وعن بواقي الصفات مدت

حقيقتي كامتداد ظلي

إذا بدا نوره فماذا

وإن خفيْ نوره فمن لي

إن لم يكن وابل فمنه

قنعت يوم اللقا بطل

يا ويح صب عليه مضنىً

يذوب في مشهد التملي

سرى بجلد إليه بال

وجلَدٍ فيه مضمحل

رآه في كل ما رآه

فلم يقل بعده لعلِّي

له غرام بمن تجلى

به وما عنده تسلي

بشعب وادي النقا غزال

نفوره كان أصل ذلي

وغصن بان سبى فؤادي

بلين عطفٍ وحسن دل

يا قمراً طالعاً علينا

بوجهه المشرق المطل

وظلمة الكون قد تولت

والسر في ذلك التولي

نحن تقاديره قديماً

من كل بعض وكل كل

وقد تجلَّى بنا فصرنا

كبائن عنه مستقل

وهو الذي لم يزل على ما

عليه من قبل ذا التجلي

ونحن أيضا كما ذكرنا

هنا على حالنا المولِّي

ولكن الزيغ في قلوب

وفي عيون من المضل

يريك غير الذي تراه

وأنت كالساعد الأشل

فنزه الرب عن زمان

وعن مكان وعن محل

وعن معاني العقول طراً

من كل معنىً به مخل

وكل ما أدركت حواس

فعنه في المنزه الأجل

وكن به طاهراً نظيفاً

إن قمت يا أيها المصلي

واركع له عن سواه واسجد

إليه في حضرة التعلي

ودم على الصدق في الترجي

واشفق على قدرك الأقل

ولا تحل عنه وانتظره

غير سؤوم ولا مُمَلِّ

فإن جود الكريم باق

بكل غيث له مُهِلِّ

وبابه ما له انغلاق

عمن إليه أتى بذل

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغني النابلسي، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات