حسن ابتدائي بذكري جيرة الحرم

ديوان ابن معصوم

حسنُ اِبتدائي بذكري جيرةَ الحرم

له بَراعةُ شَوقٍ تستهلُّ دمي

دَعني وعُجبي وعُج بي بالرسوم ودَع

مركَّب الجهل واِعقل مطلقَ الرُسُمِ

بانوا فَهانَ دَمي عندي فَها نَدمي

على ملفَّق صَبري بَعد بُعدهمِ

وَذيَّل الدمُ دَمعي يوم فرَّقهم

وَراح حبّي بلبّي لاحقاً بهمِ

يا زَيدُ زَيدَ المنى مذ تمَّ طرَّفني

وَقال هِم بهم تُسعد بقربهمِ

كَم عاذِلٍ عادِلٍ عنهم يصحِّف لي

ما حرَّفته وشاةُ الظُلم والظُلَمِ

ما زِلتُ في حرق منهم وفي حزَن

مشوَّشَ الفكر من خَصمي ومن حكمي

ظنّوا سلوّيَ إِذ ضنّوا فما لفظوا

بذكر أُنسٍ مضى للقَلب في إِضمِ

قدري أَبو حسنٍ يا معنويُّ بهم

ووصفُ حال ابنِه حالٍ بحبِّهمِ

أَجروا سوابقَ دَمعي في محبِّتهم

واِستطردوها كخيلي يوم مزدحَمِ

ذَوى وريقُ شبابي في الغَرام بهم

من اِستعارة نار الشَوق والأَلَمِ

وَلّوا بسخطٍ وعُنف نازحين وقد

قابلتُهم بالرِضا والرفق من أمَمِ

وإِن هُمُ اِستَخدموا عَيني لرَعيهم

أَو حاولوا بذلَها فالسَعدُ من خَدمي

إِنَّ اِفتنانَهم في الحسن هيَّمني

قدماً وقد وطِئت فرقَ السُهى قدمي

لفّي ونَشري اِنتهائي مبدئي شَغفي

مَعهم لديهم إِليهم منهم بهمِ

ما أَسعدَ الظبي لو يَحكي لحاظَهم

أَو كنتَ يا ظبيُ تُعزى لالتفاتِهمِ

أَمَّلت عَودَهم بعد العتاب وقد

عادوا ولكن إِلى اِستدراكِ صدِّهمِ

قالوا وقد أبهموا إِنّا لنرغبُ أَن

نَراكَ من إِضم لحماً على وَضمِ

إِن أَدنُ ينأوا وما قَلبي كقلبهم

وَهَل يُطابَقُ مصدوعٌ بملتئِمِ

أرسلتُ إِذ لذَّ لي حبِّهمُ مثلا

وَقَد يَكون نَقيعُ السمِّ في الدَسمِ

تخييرُ قَلبيَ أَضناني بهم ومحا

منّي الوجود وأَلجاني إلى النَدمِ

راموا النَزاهةَ عن هَجوٍ وقد فَعَلوا

ما لَيسَ يَرضاه حفظُ العَهد والذِمَمِ

هازلتُ بالجِدِّ عُذّالي فَقُلتُ لهم

أَكثرتم العذلَ فاِخشوا كِظَّة البَشمِ

تهكُّماً قُلتُ للواشين لي بهم

لَقَد هُديتم لفصل القول والحِكمِ

قالوا وقد زخرفوا قَولاً بموجبه

فهِمتَ قُلتُ هيامَ الصبِّ ذي اللَممِ

كَم اِدَّعوا صدقَهم يَوماً وما صدقوا

سلَّمتُ ذاكَ فما أَرجو بصدقهمِ

قالوا سَمعنا وهم لا يَسمعون وقد

أَوروا بجنبيَّ ناراً باِقتباسِهمِ

عدلتُ قَصداً لأسلوب الحكيم وقد

قالوا تَشا قلتُ ثَوبَ الصِدق والحكمِ

هديتَ يا لائمي فاِترك موارَبتي

فَلَيسَ يحسنُ إِلّا ترك ودِّهمِ

أحسِن أسئ ظُنَّ حقِّق أدنِ أقصِ أطل

حُك وَشِّ فوِّف أبن أخفِ اِرتحل أَقمِ

من رام رشدَ أَخي غيٍّ هَدى وأَتى

كلامُه جامِعاً للصِدق لا التُهمِ

قالوا تُراجعُهم من بعد قُلتُ نعم

قالوا أَتصدقُ قُلتُ الصِدق من شيمي

وإِنَّني سَوفَ أوليهم مناقضةً

إِذا هرمتُ وشبَّ الشَيخُ بالهرمِ

غايرت غيري في حبِّهم فأَنا

أَهوى الوشاةَ لتقريبي لسَمعهمِ

هُم وشَّحوني بمنثور الدموع وقد

توشَّحوا من لآليهم بمنتظمِ

عدمتُ تذييلَ حظّي حين قصَّره

طولُ التفرُّق والدُنيا إلى عَدمِ

تشابَهَت فيهم أَطرافُ وصفِهمُ

ووصفُهم لم يُطقه ناطقٌ بفمِ

أَنا الَّذي جئتُ تتميماً لمدحهم

نظماً بِقَولٍ يُباهي الدرَّ في القيمِ

هجوتُ في معرض المدح الحسودَ لهم

فَقُلتُ إِنَّك ذو صَبرٍ على السَدَمِ

لَم يَكتَفوا بي عميداً في محبّتهم

بَل كُلُّ ذي نظر فيهم أَراه عَمي

زادَ اِحتباكُ غَرامي يا عَذولُ بهم

فبرّئِ القلب من غيٍّ أَو اِتَّهمِ

نَتائجي اِتَّصلت والاتّصال بهم

عزٌّ وعزّي بهم فَخرٌ على الأُمَمِ

بهجرهم كم وَكَم فلَّ الهوى أمماً

وردَّ صَدراً على عَجزٍ بهجرِهمِ

سَلَوتُ من بعدهم هيفَ القدود فَلَم

أستثنِ إِلّا غصوناً شُبِّهت بهمِ

وقد قصدتُ مراعاةَ النظير لهم

مِن جُلَّنار ومن وَردٍ ومن عَنَمِ

رَفَعتُ حالي إِليهم إِذ خفضت وقد

نصبتُ طَرفي إلى تَوجيه رسلهمِ

طربتُ في البُعد من تمثيل قربهمُ

وَالمَرءُ قد تَزدَهيه لذَّةُ الحلمِ

عاتبت نَفسي وَقُلتُ الشيبُ أَنذرني

وأَنتِ يا نفسُ عنه اليوم في صَممِ

لا برَّ صدقي وعزمي في العُلى قسمي

إِن لَم أَردَّكِ ردَّ الخيل باللُجمِ

وَقَد هُديتُ إلى حسن التخلُّص من

غيّ النَسيب بمدحي سيِّد الأُمَمِ

مُحمَّدٌ أَحمَدُ الهادي البَشير بن عب

د اللَّه فخر نِزارٍ باطِّرادِهمِ

عزُّ الذَليلِ ذَليلُ العزِّ مبغضُه

فاِعجب لعكس أَعاديه وذلِّهمِ

هو القسيمُ له أَوفى القسيمَ على

نَفي القسيم ولا ترديد في القسمِ

زاكي النِجار علوُّ المجد ناسَبَه

زاهي الفَخار كَريمُ الجَدِّ ذو شَمَمِ

أَفضالُه وَمَعاليه ورفعتُه

جمعٌ من الفضل فيه غير مُنقسمِ

أَوصافُه اِنسجمت للذاكرين لها

في هل أَتى في سَبا في نون والقَلمِ

فاِسمع تناسبَ أَطرافِ المديح له

واِفهم معانيه إِن كنت ذا فَهَمِ

معظَّمٌ باِئتلاف المعنيين له

من عفو مقتدرٍ أَو عزِّ منتَقِمِ

كلَّ البَليغُ وقد أطرى مبالغةً

عَن حصرِ بعض الَّذي أولى من النِعمِ

لَو أَنَّه رام إِغراق العداة له

لأَصبح البَرُّ بحراً غير مقتَحَمِ

ولا غلوَّ إذا ما قُلتُ عزمتُه

تَكاد تَثني عهودَ الأَعصر القُدُمِ

قاسوه بالبَحر وَالتَفريقُ متَّضحٌ

أَينَ الأُجاجُ من المستَعذَب الشَبِمِ

تَلميحُه كَم شَفى في الخلق من عِلَلٍ

وَما لعيسى يَدٌ فيها فَلا تَهِمِ

وآدمٌ إذ بدا عنوانُ زلَّته

به توسَّل عند اللَه في القِدَمِ

به دعا إِذ دَعا فرعونُ شيعتَه

موسى فأفلتَ من تَسهيم سحرهمِ

لاح الهُدى فَهَدى تَشريع ملَّته

لمّا بدا لسلوكِ المنهج الأَممِ

وَاللَه لَولا هُداه ما اِهتدى أَحَدٌ

لمذهبٍ من كلام اللَه ذي الحِكمِ

نَفى بإِيجابه عنّا وسنَّتِه

جَهلاً نضلُّ به عن واضِح اللَقمِ

ولا رجوعَ لغاوي نهج ملَّته

بَلى بإرشاده الكشّاف للغُمَمِ

ردَّت بمُعجزه من غير تَوريةٍ

له الغَزالةُ تَعدو نحوَ أُفقهمِ

تجاهلَ العارفُ الباغي فقال له

أَمعجزٌ ما تَرى أَم سحرُ مُجتَرِمِ

وما عليه اِعتراضٌ في نبوَّته

وهو الصَدوق فَثِق بالحقِّ واِلتزمِ

وَقصدُ إِحضاره في الذِهن لاح لنا

لَمّا سَرى فيؤمُّ الرسلَ من أمَمِ

هُوَ العوالمُ عن حصرٍ بأَجمعِها

وَملحق الجزءِ بالكلّي في العِظمِ

تَهذيبُ فطرته أَغناهُ عَن أَدَبٍ

في القول والفعل والأخلاق والشيَمِ

ما زالَ آباؤُهُ بالحمد مذ عُرفوا

فَكانَ أَحمدهم وفق اِتِّفاقِهمِ

ضياؤُهُ الشَمسُ في تَفريق جمع دُجىً

وقدره الشَمسُ لم تُدرك ولم تُرمِ

وَكَم غزا لِلعِدى جَمعاً فقسَّمه

فالزَوجُ للأيمِ والمَولودُ لليُتمِ

فمن يماثلُه أَو من يجانسُه

أَو من يقاربُه في العِلم والعَلمِ

لَقَد تقمَّص بُرداً وشَّعته له

فخراً يدُ الأَعظَمين البأسِ والكَرَمِ

تَكميلُ قدرته بالحلم متَّصفٌ

مَع المهابة في بشر وفي أَضمِ

شَيئان شِبههما شيئان منه لنا

نداهُ في المحل مثلُ البُرء في السَقمِ

سامي الكِناية مهزولُ الفصيل إذا

ما جاءَه الضَيف أَبدى بِشر مُبتسمِ

لا يسلبُ القِرنَ إِيجاباً لرِفعته

وَيسلبُ النقصَ من إِفضاله العممِ

يَجزي العداةَ بعدوانٍ مشاكلةً

وَالفَضلُ بالفضل ضعفاً في جزائهمِ

ساوت شجاعتُه فيهم فصاحته

فردَّهم معجزاً بالكَلم والكَلِمِ

ماضيه كالبرق والتَشبيه متَّضحٌ

ينهلُّ في إِثره ما لاح صوبُ دمِ

إِذا فرائدُ جيشٍ عنده اِتَّسقت

مَشى العُرَضنة والشعواءُ في ضَرمِ

كَفاهُ نصراً على تَصريع جيشهم

رُعبٌ تُراعُ له الآساد في الأُجُمِ

لم تبقِ بدرٌ لهم بدراً وفي أُحُدٍ

لَم يَبقَ من أَحَدٍ عند اِشتقاقهمِ

أَلَم يفد أَجرُ برٍّ جاد في ملأ

لم يستحل باِنعكاسٍ عن عطائهمِ

إِن مدَّ كفّاً لتقسيم النَوال فهم

ما بين مُعطىً وَمُستجدٍ ومُستَلمِ

درى إِشارة من وافاه مُجتدياً

فجادَ ما جادَ مرتاحاً بلا سأمِ

شَمسٌ وبدرٌ ونجم يُستضاء به

ترتيبُه اِزدانَ من فرعٍ إلى قدمِ

جلَّت معاليه قَدراً عن مُشاركةٍ

وهو الزَعيم زَعيمُ القادة البُهمِ

للواصفين عُلاه كلَّ آونةٍ

تَوليدُ معنىً به الأَلفاظُ لم تَقُمِ

إِبداع مدحي لمن لم يُبقِ من بِدعٍ

أَفاد رِبحي فإن أَطنبتُ لم أُلَمِ

ما أَوغلَ الفكرُ في قَولٍ لمدحته

إِلّا وَجاء بعِقدٍ غير مُنفصمِ

فَهَل نوادرُ قَولي إِذ أَتت علمت

بأنَّها مَدحُ خير العُرب والعَجمِ

تطريز مدحيَ في عَلياهُ مُنتظمٌ

في خير منتظم في خير منتظمِ

تكرار قَولي حَلا في الباذخ العَلم

اِبن الباذخ العَلم ابن الباذِخ العَلمِ

وآله الطاهِرون المُجتَبون أَتى

في هل أَتى ظاهِراً تنكيتُ فضلهمِ

هم عصمةٌ للوَرى تُرجى النجاةُ بهم

يا فوز من زانَه حسنُ اِتِّباعهمِ

أَطعهمُ واِحذَر العِصيان تنجُ إِذا

بيضُ الوجوه غدت في النار كالفَحمِ

بُسطُ الأَكفِّ يَرون الجودَ مغنمةً

لا يعرفون لهم لفظاً سوى نَعمِ

ما الروضُ غِبَّ النَدى فاحَت روائحُه

يَوماً بأَضوَع من تَفريغ نعتِهمِ

بيضُ المَكارِم سودُ النقع حمرُ ظبىً

خضرُ الديار فدبِّج وصفَ حالهمِ

تَفسيرُهم وَمَزاياهم وَفخرُهمُ

بعِلمهم وَمَعاليهم وجودِهمِ

لا يَستَطيع الورى تعديدَ فضلهم

في العلم والحلم والأَفضال والكَرَمِ

الحسنُ ناسقَ والإحسانُ وافقَ وال

إِفضال طابقَ ما بين اِنتظامهمِ

ما طابَ تَعليلُ نشرِ الريح إذ نسمت

إلّا لإلمامها يوماً بأَرضِهمِ

من التعطُّف ما زالوا على خُلقٍ

إِنَّ التعطّفَ معروفٌ لخلقهمِ

يعفونَ عَن كُلِّ ذنبٍ إذا قدروا

مُستتبعين نداهم عند عَفوِهمِ

تمكينُ عَدلٍ لهم أَرسَوا قواعدَه

يَرعى به الذئبُ في المَرعى مع الغنمِ

وظنُّهم زادَ إيضاحاً وَبخلُهُم

بعرضِهم وَنَداهم فاض كالديمِ

ان شئتَ في معرِض الذمِّ المديح فقل

لا عَيبَ فيهم سوى إِكثارِ نيلهمِ

محقِّقون لتوهيم العِدى أَبَداً

كأَنَّهم يعشقون البيض في القِمَمِ

من كُلِّ كاسرِ جَفنٍ لا هدوَّ له

من الغِرار فخذ أَلغاز وصفهمِ

هم أَردَفوا عَذَب الخَطّي جائلةً

حيث الوشاحُ بضرب الصَارم الخذمِ

قُل في عليٍّ أَمير النَحل غُرَّتهم

ما شئتَ وفق اِتِّساعِ المدح واِحتكمِ

لا تعرضنَّ لتعريضي بمدحتِه

فإِنّني في وِلادي غيرُ متَّهمِ

همُ همُ اِئتلفوا جمعاً وما اِختلفوا

لَولا الأبوَّة قلنا باِستوائهمِ

إِيداع قَلبي هواهم شاد لي بهم

من العناية رُكناً غير منهدِمِ

الحَمدُ لِلَّه حَمداً دائماً أَبَداً

على مواردَتي قَومي بحبِّهمِ

إِنَّ اِلتزاميَ في ديني بجدِّهم

ما زالَ يفعم قَلبي صدقُ ودِّهمِ

إِذا تزواج إِثمي فاِقتضى نقمي

حقّقتُ فيهم رَجائي فاِقتَضى نعمي

هم المجاز إِلى باب الجنان غداً

فَلَستُ أَخشى وهم لي زلَّةَ القَدمِ

جرَّدتُ منهم لأعناق العدى قُضباً

تبري الرقابَ بحدٍّ غير منثَلمِ

حقَّقتُ إِيهام توكيدي لحبِّهم

ولم أَزَل مغرياً وجدي بهم بهمِ

بهم ترصَّع نظمي واِنجلى أَلَمي

وكم توسَّع علمي واِعتلى عَلَمي

طَويتُ عَن كُلِّ أَمر يُستَلذُّ به

كشحاً وقد لذَّ لي تفصيل مدحهمِ

إِذا أَتَيتُ بِتَرشيحٍ لمدحتهم

حلّى لِساني وجيدي فضلُ ذكرهمِ

حذفتُ ودَّ سِوى آل الرَسول ولم

أَمدح سِواهم ولم أَحمَد ولَم أَرُمِ

تَقييدُ قَلبي بمدحي فيهم شَرفي

في النشأتين ففخري في مديحهمِ

سمَّطتُ من فَرحي في وصفهم مِدَحي

ولَم أَنَل منحي إلّا بجاهِهِمِ

جزّيتُ في كلمي أَغليتُ في حكمي

أَبديتُ من هممي أَرويتُ كلَّ ظمي

نلتُ السَلامةَ من بحر القريض وقد

سلكتُه لاِختراعي درَّ وصفهمِ

وَصحبُه الأوفياءُ الأَصفياء أَتى

تضمينُ مزدوجٍ مدحي لجمعهمِ

لَفظي وَمَعنايَ قد صحَّ اِئتلافُهما

بمدح أَروعَ ماضي السَيف والقَلَمِ

موازنٍ مازنٍ مستحسنٍ حَسَنٍ

معاونٍ صائنٍ مستمكنٍ شهمِ

تأَلَّف اللفظُ والوَزنُ البسيط له

فاِطرَب له من بديع النظم منسجمِ

وأَلَّف الوَزنُ والمعنى له لسني

بِمقوَلٍ غير ذي عيٍّ ولا وجمِ

وَجاء باللَفظ فيه وهو مؤتلفٌ

باللَفظ يحدو به الحادون بالنَغمِ

لا ترض إِيجازَ مدحي فيه واِصغ إلى

مَدحي الَّذي شاعَ بين الحلِّ والحرمِ

تسجيع منتظمي والغرُّ من حكمي

ألفاظها بِفَمي دُرٌّ من الحكمِ

وأَنتَ يا سيِّدَ الكَونين معتَمدي

في أَن تُسهِّل ما أَرجو ومعتَصمي

أَدمجتُ مدحك والأيّام عابسةٌ

وأَنتَ أَكرمُ من يُرجى لدى الأزمِ

وَكَم مننتَ بلا منٍّ على وَجلٍ

من اِحتراس حلول الخطبِ لم يَنَمِ

حسنُ البيان أَرانا منك معجزةً

أَضحت تقرُّ لديها الفصحُ بالبكمِ

نُصِرتَ بالرُعب والأَقدارُ كافيةٌ

وَعَقد نصركَ لم يحلُله ذو أَضمِ

كَم ماردٍ حردٍ شَطرته بيدٍ

تَشطيرَ منتقمٍ باللَه مُلتَزمِ

فمن يُساويكَ في فضلٍ ومكرمةٍ

وأَنتَ أَفضَلُ خلق اللَه كلِّهمِ

براعتي أَبت التَصريح في طلبي

لما رأَت من غوادي جودِك السَجمِ

أَلحِق بحسن اِبتدائي ما أَنالُ به

حسنَ التخلُّص يَتلو حُسنَ مُختَتَمِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن معصوم، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات