جعلت فداك الدهر ليس بمنفك

ديوان البحتري

جُعِلتُ فِداكَ الدَهرُ لَيسَ بِمُنفَكِّ

مِنَ الحادِثِ المَشكُوِّ وَالنازِلِ المُشكي

وَما هَذهِ الأَيّامُ إِلّا مَنازِلٌ

فَمِن مَنزِلٍ رَحبٍ وَمِن مَنزِلٍ ضَنكِ

وَقَد هَذَّبَتكَ النائِباتُ وَرِنَّما

صَفا الذَهَبُ الإِبريزُ قَبلَكَ بِالسَبكِ

وَما أَنتَ بِالمَهزوزِ جَأشاً عَلى الأَذى

وَلا المُتَفَرّي الجِلدَتَينِ عَلى الدَعكِ

عَلى أَنَّهُ قَد ضيمَ في حَبسِكَ الهُدى

وَأَضحى بِكَ الإِسلامُ في قَبضَةِ الشِركِ

أَمَ في نَبِيِّ اللَهِ يوسُفَ أَسوَةً

لِمِثلِكَ مَحبوساً عَلى الظُلمِ وَالرِفكِ

أَقامَ جَميلَ الصَبرِ في السِجنِ بُرهَةً

فَآلَ بِهِ الصَبرُ الجَميلُ إِلى المُلكِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان البحتري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات