جائر في الحكم لو شاء قصد

ديوان البحتري

جائِرٌ في الحُكمِ لَو شاءَ قَصَد

أَخَذَ النَومَ وَأَعطانِيَ السُهُد

غابَ عَمّا بِتُّ أَلقى في الهَوى

وَهُوَ النازِحُ عَطفاً لَو شَهِد

وَبِنَفسي وَالأَمانِيَ ضَلَّةٌ

سَيِّدٌ يَصدِفُ عَنّي وَيَصُدّ

حالَ عَن بَعضِ الَّذي أَعهَدُهُ

وَأَراني لَم أَحُل عَمّا عَهِد

كَيفَ يَخفى الحُبُّ مِنّا بَعدَما

قامَ واشٍ بِهَوانا وَقَعَد

لَستُ أَنسى لَيلَتي مِنهُ وَقَد

أَنجَزَت عَينا بَخيلٍ ما وَعَد

عَلِقَت كَفٌّ بِكَفٍّ بَينَنا

وَاِعتَنَقنا فَاِلتَقى خَدٌّ وَخَدّ

وَتَشاكَينا مِنَ الحُبِّ جَوى

مَلا الأَحشاءَ ناراً تَتَّقِدّ

أَيُّها الجازِعُ أَجوازَ الفَلا

يَطلُبُ الجَدوى مِنَ القَومِ الجُمُد

خَلِّ عَنكَ الناسَ لاتُغرَر بِهِم

وَاِعتَمِد بَحرَ الإِمامِ المُعتَمِد

مَلِكٌ يَكفيكَ مِنهُ أَنَّهُ

وَجَدَ الدُنيا فَأَعطى ماوَجَد

لَو مِنَ الغَيثِ الَّذي تَجري بِهِ

راحَتاهُ مِن عَطاءٍ لَنَفِد

هِمَّةٌ نَعرِفُها مِن جَعفَرٍ

وَخِلالُ فيهِ يَكثُرنَ العَدَد

أَشرَقَت أَيّامُنا في مُلكِهِ

وَاِزدَهَت حُسناً لَيالينا الجُدُد

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان البحتري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات