جاء القران وأم الله أرسله

ديوان أبو العلاء المعري

جاءَ القِرانُ وَأَمُ اللَهِ أَرسَلَهُ

وَكانَ سِترٌ عَلى الأَديانِ فَاِنخَرَقا

ما أُبرِمَ المُلكُ إِلّا عادَ مُنتَقَضاً

وَلا تَأَلَّفَ إِلّا شَتَّ وَاِفتَرَقا

مَذاهِبٌ جَعَلوها مِن مَعايِشِهِم

مَن يُعمِلِ الفَِكرَ فيها تُعطِهِ الأَرقا

إِحذَر سَليلَكَ فَالنارُ الَّتي خَرَجَت

مِن زِندِها إِن أَصابَت عودَهُ اِحتَرَقا

وَكُلُّنا قَومُ سوءٍ لا أَخِصُّ بِهِ

بَعضَ الأَنامِ وَلَكِن أَجمَعُ الفِرقا

لا تَرجُوَنَّ أَخاً مِنهُم وَلا وَلَداً

وَإِن رَأَيتَ حَياءً أَسبَغَ العَرَقا

وَالنَفسُ شَرٌّ مِنَ الأَعداءِ كُلِّهُمُ

وَإِن خَلَت بِكَ يَوماً فَاِحتَرِز فَرَقا

كَم سَيِّدٍ بارِقُ الجَدوى بِمَيسِمِهِ

ساوَوا بِهِ الجَدِيَ عِندَ الحَتفِ وَالبَرَقا

إِن رُمتَ مِن شَيخٍ رَهطٍ في دِيانَتِهِ

دَليلَ عَقلٍ عَلى ما قالَهُ خَرَقا

وَكَيفَ أَجني وَلَم يُرِق لَهُم غُصني

وَالغُصنُ لَم يُجنَ حَتّى أُلبِسَ الوَرَقا

عَزَّ المُهَيمِنُ كَم مِن راحَةٍ بُتِكَت

ظُلماً وَكانَ سِواها يَأخُذُ السَرَقا

وَالدُرُّ لاقى المَنايا في أَكُفِّهِمُ

وَكم ثَوى البَحرَ لا يَخشى بِهِ غَرَقا

مَينٌ يُرَدَّدُ لَم يَرضوا بِباطِلِهِ

حَتّى أَبانوا إِلى تَصديقِهِ طُرُقا

لا رُشدَ فَاِصمُت وَلا تَسأَلهُم رِشداً

فَاللُبُّ في الأُنسِ طَيفٌ زائِرٌ طَرَقا

وَآكِلُ القَوتِ لَم يُعدَم لَهُ عَنَتاً

وَشارِبُ الماءِ لَم يَأمَن بِهِ شَرَقا

وَناظِرُ العَينِ وَالدُنِّيا رُئِيَت

ما إِن دَرى أَسواداً حَلَّ أَم زَرَقا

إِذا كَشَفتَ عَنِ الرِهبانِ حالَهُمُ

فَكُلُّهُم يَتَوَخّى التِبرَ وَالوَرِقا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العلاء المعري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات